نصيف العائلة الكريمة ، التي ارتبط اسمها في ذاكرتي منذ الطفولة بالوجاهة والعلم والتاريخ ، حين كنا نسكن في حارة اليمن ، الحارة التي يقع بها بيت نصيف كذلك.
كانت تملأني الهيبة عند المرور امام البيت الكبير الذي تزين مدخله الشمالي الشجرة المشهورة في الحي. وارى الشيخ ” الافندي محمد نصيف ” جالسا في الركن الشمالي الغربي من الدكة العالية يزينها السياج الخشبي المنقوش وبيده دائما كتاب يطالعه بنظارته وألمح لحيته البيضاء التي تزيده بهاء ووقارا وتزيد من هيبة المكان واهله في قلبي الطفل آنذاك.
عرفت بعد ان كبرت قليلا ان هذا البيت شهد التاريخ حيث كان مقرا للمغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه واحتضن المعرفة بان احتوى على اكبر مكتبة شخصية في العالم العربي وساهم في المجد ليس لمدينة جدة بل للمملكة قاطبة ان لم يكن للعالم العربي والاسلامي فكم باحث ومستشرق قضى اياما وليالي يبحث في ارفف هذه المكتبة عن معلومة او مخطوطة او خرائط للطرق والمدن او صور لحياة الناسو المباني.
هاجت كثير من هذه الذكريات التي مر عليها عقود عندما تلقيت الدعوة الكريمة لحضور امسية الوفاء لتكريم معالي البرفيسور عبدالله عمر نصيف والتي نظمت “متزامنة مع اليوم الوطني في المملكة ” وتذكرت معها المواقف الطيبة والطريفة أحيانا التي جمعتني بمعالي الدكتور عبدالله وخاصة في فترة عملي بالخارج حيث كنت غالبا اقف تحت الطائرة التي يصل عليها لاستقباله وخاصة في الباكستان لحضور بعض مؤتمراته واجتماعاته واظن ذلك فترة عمله في رابطة العالم الاسلامي
كنت اشعر عند تعاملي المباشر معه باني في معية انسان يشع تواضعا وخلقا عاليا كان يقف ليترك الطريق عند الخروج من الطائرة لغيره من العائدين الى بلادهم وكان يبتسم من قلبه عندما يلتقي بالقنصل العام السعودي انذاك في كراتشي الاستاذ عبدربه زهيري الذي كان ينتظره في صالة الوصول واظنهما صديقان من قبل ذلك وربما زميلان في المدرسة.
وفي امسية ” لمسة الوفاء ” التي دعي اليها القائمون على منتدى امير الحركة الكشفية في العالم العربي الراحل يوسف دندن وقد كان لقاءا افتراضيا عبر المنصة الاليكترونية لاحظت الحضور الكبير من مناطق مختلفة في العالم.
وعرض برنامج الحفل الكثير من الاعمال التي قام بها وشارك في اقامتها معاليه وكان الثناء والعرفان لما قدم للحركة الكشفية وقد كان معالي د.عبدالله نصيف من كبار روادها في العالم العربي والاسلامي وقد اسس للجامعة اول عشيرة للجوالة اقامت العديد من المخيمات الكشفية في الداخل والخارج ومنها المخيم الدولي في اليونان.
وفي نهاية الامسية القى سعادة الدكتور محمد الدوسري رئيس المنتدى كلمة الشكر للحضور مؤكدا على مناقب ومآثر الضيف بعد الكلمات الاخرى التي طلبها العديد من الحضور من عدة دول معبرون عن ذكرياتهم وتأثرهم بشخصية الضيف واسلوبه في بث الرغبة في العمل والاصرار في الوصول الى الهدف والجميع يلتقي على محبته واحترام اسلوبه الذي كان مثالا يحتذى في الدعم والمساندة.