بغداد – البلاد
بينما وصلت الأوضاع السياسية للانسداد التام في العراق، جددت البعثة الأممية دعوتها إلى الحوار، ليأتي الرد من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر موافقاً شرط أن يكون الحوار علنيا، مؤكدا أن تياره يتطلع إلى مساعدة الأمم المتحدة في مساعيها نحو الإصلاح.
وقال مقتدى الصدر، إن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي يتعرض إلى ضغوط هائلة بشأن الأمن في البلاد، داعياً دول الجوار إلى احترام سيادة وأمن واستقرار العراق، في إشارة للاعتداءات المتكررة من قبل إيران على كردستان العراق. ويرى الصدر أن الإصلاح يبدأ بعدم مشاركة الوجوه القديمة وأحزابها وأشخاصها في الحكومة المقبلة، ما يعني رفضه لقيادات المليشيات الموالية لطهران.
وتأتي موافقة الصدر بعد ساعات من تشديد رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، جينين هينيس بلاسخارت في إحاطة عبر الفيديو، على وجوب أن يشارك كل الأطراف في الحوار، مع الامتناع عن الاستفزازات، مشيرة إلى أن جميع الأطراف السياسية أخطأت وفشلت في تأدية واجبها تجاه البلاد. وأكدت بلاسخارت، أن الخلافات طغت على لغة الحوار في البلاد، وذلك وسط تفاقم الانسداد السياسي عقب ارتفاع منسوب الخلافات بين التيار الصدري والإطار التنسيقي على خلفية تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد.
ونبهت من أن الخلافات بين الأحزاب الشيعية لا تزال مستمرة وقد أوصلت البلد إلى طريق مسدود، فيما راحت الميليشيات تستعرض سلاحها وسط بغداد، معتبرة أن غياب حكومة بعد 12 شهرا من الانتخابات أمر يصعب تبريره، مضيفة ألا ضمانات على أن الانتحابات المبكرة ستوفر الحلول السياسية. وختمت مشددة على أن العراقيين لا يريدون أن يصبحوا أداة للمتنافسين على السلطة. ويشهد العراق منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021، شللاً سياسياً تاماً، تأزم أكثر منذ يوليو 2022 مع نزول أنصار طرفي الخلاف الأبرز (مقتدى الصدر والإطار التنسيقي)، إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد، فقد بلغ الخلاف أوجه مع بدء مطالبة التيار الصدري منذ أكثر من شهرين بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في ظل رفض خصومه هذا التوجه، وإصرارهم على تشكيل حكومة بمرشحهم قبل أي انتخابات جديدة.
من جهته، دعا ممثل العراق لدى الأمم المتحدة محمد بحر العلوم مجلس الأمن إلى دعم سيادة بلاده وإدانة الاعتداء على أراضيه، مؤكدا أمام مجلس الأمن أن القصف الإيراني على إقليم كردستان أدى لمقتل عراقيين وترويع السكان، مشيرا إلى تسليم سفير طهران في بغداد مذكرة احتجاج، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية. كما طالب مجلس الأمن بإدانة أي اعتداء خارجي ومن أية جهة كانت على الأراضي العراقية.
بدورها، قالت ممثلة الأمم المتحدة بالعراق بعد جلسة مجلس الأمن: “يجب إبعاد العراق عن حافة الهاوية”. جاءت هذه التصريجات، بعدما جددت إيران، قصفها مواقع في كردستان. وأعلن الحرس الثوري أنه نفذ ضربات بـ6 طائرات مسيرة من نوع مهاج، بالإضافة إلى هجمات صاروخية ومدفعية على مواقع في جبال هلكورد شمال شرقي محافظة أربيل. وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني شددا على ضرورة احترام السيادة العراقية ورفض تحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.