كييف – البلاد
تمضي الأزمة الروسية – الأوكرانية للتصعيد، عقب بعدما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أيام أن التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير وارد حالياً، ووقع أمس (الثلاثاء)، مرسوما رسمياً يكرس استحالة إجراء مثل تلك المحادثات مع بوتين، بينما جاء الرد الروسي من المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف الذي قال خلال مؤتمر صحافي أمس، إن مثل تلك المواقف أو القرارات لن تنهي الحرب.
ولفت متحدث الكرملين إلى أن “العملية العسكرية لن تنتهي طالما بقيت كييف متعنتة ورافضة إجراء محادثات”، فيما أعلن الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، أمس، إن التكتل استدعى المبعوث الروسي لديه لإدانة ورفض ضم موسكو لمناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا الأوكرانية.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه حث موسكو على العدول عن إجراءاتها وسحب جميع قواتها دون قيد أو شرط من كامل أراضي أوكرانيا خلال اجتماع مع القائم بالأعمال الروسي كيريل لوجفينوف، كما جاء في بيان للتكتل: “الاتحاد الأوروبي لم ولن يعترف قط بهذا الضم من جانب روسيا”، بينما صوت مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، أمس بالموافقة على دمج المناطق الأوكرانية الأربع، على الرغم من أن موسكو لا تتمتع بالسيطرة الكاملة على أي منها. وتسيطر القوات الروسية على نحو 60% فقط من منطقة دونيتسك و70 % من زابوريجيا، كما أن تقدم القوات الأوكرانية في الآونة الأخيرة أعاد رسم خطوط القتال في لوغانسك التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية بالكامل في يوليو.
وعلى الرغم من تأكيد الكرملين أنه لن ينجر إلى مبالغات الغرب بشأن استخدام السلاح النووي، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، ضرورة أخذ التهديد الروسي على محمل الجد، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المجتمع الدولي أوضح أن مثل هذا التهديد لن يخيفه. وقالت خلال زيارة إلى وارسو أمس: “هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مثل هذه التهديدات”، مؤكدة أنه يجب أخذ تصريحاته على محمل الجد.
وتأتي هذه التصريحات، بعد ساعات على تأكيد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف أنه لا يريد المشاركة في الأحاديث النووية التي يطلقها الغرب. وقال في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن “وسائل الإعلام الغربية والساسة الغربيين ورؤساء الدول منخرطون في الكثير من الحديث النووي في الوقت الحالي، لكننا لا نريد المشاركة فيه حاليا”.