يعتبر الكتاب المفيد موضوعاً يستحق وعيه بل يستحق أيضاً اقتناءه في منزل قارئه أو في مكتبه نظراً لإفادته بالمعنى القيم والفكرة الصائبة.
أما الكتاب الخالي من الفائدة المعرفية والعلمية والأدبية والثقافية فلا يعتبر كتاباً بالمرة وغير مفيد معنى ومادة واستقراء، الأمر الذي يجب تركه ولا ينبغي شراؤه وبالتالي لا ينبغي اقتناؤه! لأنه هدر للمال وللجهد وللإمكانية المعنوية والمالية والاقتصادية. فما على القارئ إلا غض الطرف عنه وتركه.
فالكتاب الأصلي مفيد ومقروء بطبيعة الحال من قبل القارئ الواعي الفاهم المقدر للعلوم والفنون والآداب التي يكتسي الكتاب المفيد بها بين دفتيه، فينزع الطالب إلى هذا الكتاب تلقائياً من قبيل الشيء الاعتيادي في مثل هذا الشأن المعرفي والثقافي نظراً للوعي والفهم والإفادة من هذا الكتاب.
ثم إن الكتاب الذي هو خالٍ من الفائدة ولا ينبغي اقتناؤه هو كالكتاب الذي لا يقرؤه مالكه نظراً لأن هذا المالك أو المقتني يسنده في الرف ويستمر في حفظه دون قراءته ويجمعه تلو الآخر حتى يكرس الكثير من الكتب ليقال انه صاحب مكتبة منزلية كبيرة!
وهذا من شأنه تشويه القيمة الثقافية الأصلية ولصاحبها المدعي للوعي الأدبي ويقوم بإسناد الكتب على أرففها في منزله، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولله في خلقه شؤون.