بغداد – البلاد
ساد الهدوء العاصمة العراقية بغداد عقب انسحاب المتظاهرين من ساحة التحرير بعد مواجهات مع الأمن أسفرت عن سقوط إصابات، بينما أكد مصدر أمني، أن القوات الأمنية بدأت بفتح طرق العاصمة، مبينا أن الأمن باشر عملية فتح الطرق تباعا وفق خطة منظمة، مشيرا إلى عدم وجود أي قرار حتى الآن يخص جسري الجمهورية والسنك والمعلق.
وطالبت اللجنة المركزية للتظاهرات، أولا بإنشاء حكومة انتقالية مؤقتة بإشراف أممي على ألا يكون فيها أي من شخصيات العملية السياسية والحزبية التي قادت البلد خلال السنوات الماضية، إذ قال البيان الصادر عن اللجنة أنها ستشرع في حملة مليونية لجمع توقيعات أبناء الشعب على عريضة رافضة لهذا النظام، داعية جميع العراقيين للمشاركة فيها إذا لم تستجب القوى السياسية للمطالب.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني إصابة 19 من قوات الأمن، و9 مدنيين في المظاهرات التي شهدتها العاصمة. وكان آلاف المتظاهرين تجمعوا في بغداد لإحياء الذكرى الثالثة للانتفاضة الكبرى وغير المسبوقة ضد السلطة وفساد النخبة الحاكمة وسوء إدارة الخدمات العامة في بلد يشهد شللا سياسيا كاملا، كما هتف المحتجون ومعظمهم من الشباب، ضد السياسيين والميليشيات، رافعين الأعلام العراقية وصور قتلى عام 2019، أثناء تجمعهم في ساحة التحرير الرمزية لإحياء الذكرى. وكذلك، احتشدوا عند مدخل جسر الجمهورية الذي أغلقته القوات الأمنية بثلاثة حواجز من الكتل الخرسانية لمنع الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم السفارات الغربية ومؤسسات الدولة. من جهته، ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي باستمرار القصف الإيراني الذي تسبب بأضرار كبيرة شمال العراق، مؤكدا رفض جميع محاولات اتخاذ بلاده كساحة لتصفية الحسابات، داعيا إلى اتخاذ إجراءات لإيقاف تصرفات إيران العسكرية شمال العراق. وتأتي تصريحات الكاظمي بعدما أعلنت طهران مواصلة عملياتها في كردستان العراق.
وأوضح الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق أنه سيواصل هجماته في كردستان العراق ضد المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة الكردية الإيرانية. وقال في بيان إنه “شن سلسلة عمليات ضد قواعد ومقرات إرهابية في شمال العراق باستخدام صواريخ من جميع الأنواع وطائرات مسيرة قتالية وطائرات مسيرة انتحارية”، كما أكد أن هذه العمليات ستستمر حتى نزع سلاح الجماعات المعارضة. وتستمر المليشيات التابعة لإيران في استخدام العاصمة بغداد لتنفيذ أجندة الملالي في المنطقة بشكل عام، كما أنها تريد زعزعة أمن واستقرار العراق لتمرير تلك الأجندة، غير أن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تتصدى للمليشيات ومعاونيها لحماية أمن العراق وتوفير الأمان للمواطنين، مع السعي لمنع تدخلات إيران في شؤون العراق الداخلية ليكون القرار داخليا خالصا من أبناء البلد الحادبين على مصلحة الشعب وبالتالي توفير العيش الكريم للعراقيين وإيقاف الإرهاب الذي أرقهم لسنوات طويلة بسبب المليشيات الإيرانية التي نفذت الكثير من العمليات الإجرامية بالمنطقة الخضراء وغيرها من المناطق في المدن العراقية المختلفة.