الرياض ـ البلاد
تشهد المملكة حراكا ثقافية كبيرا يتماشى مع رؤية 2030، حيث يتوافد الجميع على معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م منذ انطلاقته، إذ يشهد المعرض حضورًا ملحوظاً من الزائرين والمهتمين بقراءة واقتناء الكتب والفعاليات المصاحبة للمعرض له، مستمتعين بالبرنامج الثقافي المتنوع، والندوات الحوارية، والأمسيات الأدبية والموسيقية.
وعبّر عدد من رواد المعرض عن إعجابهم بثراء البرامج وتنوع الفعاليات، وسهولة الإجراءات، حيث يقام المعرض على مساحة 70 ألف متر مربع، ليكون أكبر معارض الكتاب في تاريخ المملكة، ضمن مبادرة “معارض الكتاب” التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة.
أكد القاص محمد العرادي، أن المعرض أصبح ملتقى للثقافات والفنون، وأضيفت إليه مساحة توسعة ضمّت عدداً إضافياً من الدور، كما عبّر الزائر مختار مهدي عن سعادته في العمل بأحد أجنحة المعرض، مثمّناً الخدمات والمرافق المتكاملة للمعرض.
ويقدم المعرض على مدى 10 أيام رحلة معرفية متكاملة من خلال برنامج ثقافي، يتضمن جلسات وندوات حوارية، وأمسيات شعرية وموسيقية، ومسرحيات محلية وعالمية، وورش تدريبية، وعروضاً حية للطهي، وجناحاً للطفل، وفعاليات وأنشطة تمثل 16 قطاعاً ثقافياً، إضافةً إلى إقامة مؤتمر الناشرين في نسخته الثانية، بحضور كبار الناشرين حول العالم، والذي نوقش في جلساته اليومين الماضيين، الآفاق المستقبلية لصناعة الكتاب والنشر، وسُبل نقل الخبرات والتجارب الاحترافية لدور النشر الناشئة، وآلية بيع وتداول حقوق الملكية الفكرية، وتحديات النشر وسبل الاستفادة من الثورة الرقمية، وتقديم أفضل الممارسات الدولية في تسويق الكتب وطباعتها ونشرها وترجمتها.
المستكشف الصغير
وضمن معرض الكتاب، أطلقت هيئة التراث في المعرض الدولي للكتاب ٢٠٢٢ فعالية للطفل تحت مسمى “المستكشف الصغير”، وتتمحور فكرته حول وضع حوض رمل ليستكشف الطفل لمدة عشر دقائق فقط القطع الأثرية، وكذلك إحصائية لكل طفل تشمل: بيانات الطفل، والمقاسات، وماهية القطع الأثرية وعددها.
وكشف القائمون على الفعالية الأدوات المستخدمة لورشة عمل الطفل، وهي عبارة عن لبس حماية من الرمل، وقبعة لحماية الرأس، ونظارة لحماية العين من الرمل، وعدسة مكبّرة لاستكشاف الطفل الآثار، وفرشة لتنظيف الآثار من الرمل، وكشّاف يوضع في رأس الطفل وأدوات مساعدة لحفر الرمل وعلامات رقمية توضع للأثر المستكشف بالرمل، إضافة إلى المتر الذي يعد آخر مرحلة من مراحل البحث لقياس الأثر الذي استكشفه الطفل. وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود هيئة التراث لنشر الوعي عن التراث الثقافي للطفل، وعلاقته بوطنه والمحافظة على التراث والآثار، وتعزيز مهارة وتنمية روح الإبداع لدى الطفل.
تطبيق ذكي
ودشنت هيئة الأدب والنشر والترجمة، تطبيقاً ذكياً يتيح عدداً من الخدمات والتسهيلات؛ من أبرزها البحث عن الكتب ودور النشر، مع خاصية الإرشاد الملاحي، وإمكانية شراء التذاكر للحفلات والفعاليات الثقافية، وكذلك تقويم يستعرض الفعاليات وغيرها من المزايا والخدمات، حيث يمكن تحميل التطبيق مجاناً عبر متجر “جوجل بلاي” لمستخدمي أجهزة “أندرويد”، ومتجر “أبل”، كما يستقبل المعرض زوّاره يومياً حتى 8 أكتوبر الجاري من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل.
كما أبرزَ النادي الأدبي الثقافي بجدة أكثرَ من ٣٥٠ إصدارًا منوَّعا خلال مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث تمثَّلت الإصدارات في دواوين شعر، وقصص، وروايات، ودراسات أدبية، وكتب نقدية، وفكرية، ودوريات النادي، وأكثر من ٣٠ إصداراً جديداً، إضافة إلى مشاركة النادي بمجموعة من سلسلة الأدب السعودي من مشروعه لطباعة البحوث العلمية المهتمة بالأدب السعودي.
وأكدَ رئيس لجنة المطبوعات بالنادي الدكتور عبدالرحمن السلمي, حرص النادي على مشاركاته من خلال تنوع مطبوعاته ما بين كتب متخصصة في الأدب السعودي, وفي الإبداع شعراً, ونثراً وكتب أخرى متخصصة في النقد، مضيفاً أن النادي أقام ركن مخفَّض لبعض الكتب، حيث تتجاوز مطبوعات النادي أكثر من 500، بين كتاب ومجلة، ولديه خمس مجلات مشهورة ومنتشرة على مستوى العالم وهي علامات في النقد ونوافذ في الترجمة، وعبقر في الشعر والراوي في السرد.
ثقافة الحوار وآدابه
من جانبه، أطلع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني زواره على مناشط المركز الثقافية المتمثلة في عدد من الإصدارات المتخصصة بثقافة الحوار وآدابه، من خلال جناحه الخاص الذي يحوي على العديد من المطبوعات والدراسات والمؤشرات المتخصصة التي قام بإصدارها في مختلف المجالات لتعزيز منظومة القيم التي يعمل عليها المركز، إضافة إلى التعريف بجائزة الحوار التي تعدّ إحدى المبادرات الوطنية التي يقدمها المركز لتحقيق مزيد من التفاعل مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، والمجتمع المدني والأفراد، وتقديرهم وتحفيزهم على تقديم المبادرات الوطنية، التي تسهم في إبراز وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش والتلاحم، للإسهام في تحقيق تطلعات رؤية المملكة.
كما يشارك المركز بالعديد من الإصدارات والقصص الموجهة للأطفال، التي تهدف إلى غرس مفهوم الحوار في نفوس الأطفال ونشر قيم الحوار وتعزيز مبادئه وتشجيعهم على ممارسة الحوار الإيجابي مع الجميع وحث الأطفال على احترام إنسانية الآخرين وتقدير مشاعرهم والتعايش معهم وترسيخ مفهوم حب الوطن وتعزيز مبادئ الانتماء والولاء في نفوسهم، تضمنت عناوين المجموعة القصصية ” الحوار طريق التفاهم ” و ” جلسة حوار ” و” الموهبة الصامتة ” و ” الكنز الحقيقي ” و ” حوار بين الأفكار ” و ” الموهبة الخفية ” ونبني الوطن معا ” و ” التحاور مع الأم ” و ” البيئة أمانة ” و ” ابتسامة من ذهب ” ومجلة ” عبدالعزيز ونورة “. وتتضمن المعرض عددا من الإصدارات والأنشطة المتعلقة بالحوار الحضاري وإيصال الصورة الحقيقة عن المملكة من خلال برنامج ” جسور ” لترسيخ قيم الحوار الحضاري، وتقوية اللحمة الوطنية، وتعزيز التعايش والتلاحم وحماية النسيج المجتمعي في مناطق المملكة كافة.