(التخبيب) والناس بحاجة ماسة في هذا الوقت للتوعيه منه وايضاح انواعه للناس.
إن أعظم صور التخبيب: التخبيب بين الزوجين وإفساد ما بينهما لأي غرض كان، فقد قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من (خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده).
ومن صور التخبيب: تخبيب برامج التواصل الاجتماعي، بخاصة تلك البرامج التي تنقل اليوميات، فترى الواحدة منهن تعرض أكلها وشربها ومسكنها وسفراتها وهداياها مما يوغر صدور الزوجات على أزواجهن فيطالبن بما يعجز عنه الزوج من النفقة الباهظة لأجل مماثلة تلك ومجاراة أخرى، فيقع بين الزوجين خصومة وجدال قد تؤدي إلى الطلاق أو النفرة، ولو أن كل امرأة ورجل احتفظ بخاصة أمره ولم ينشره لتوقفت مظاهر المفاخرة والتقليد الذي سبب ديوناً ومشاكل أسرية، وعدم رضا بما قسم الله، وحسدا لمن أنعم الله عليهم.
من صور التخبيب: التخبيب بين العامل وكفيله، بإفساده عليه، وجعله يتمرد على كفيله ويعامله معاملة سيئة، ويقع هذا في الناس في مجال العمال والخدم؛ لأجل انتقال المكفول لديه وإغرائه حتى يحصل له ما يريد، والنبي يقول: (من خبب خادماً على أهلها فليس مِنا) أحمد.
ودين الإسلام يحرم بالمسلم والتعدي على حقوقه.
ومن صور التخبيب: التخبيب في العمل بين الموظف ورئيسه، فيعمَد ذلك المخبب إلى نقل الكلام بين الموظف ورئيسه والعكس فينتُجُ من ذلك الخلاف والفرقة والخلل في العمل.
ومن صور التخبيب: التخبيب بين الاب وابنائه ونقل الكلام للابناء على ما هم فيه من ضيق لقله المال بيد ابيهم ولعدم استطاعة والدهم تلبيه طلباتهم وتخببهم على عدم الطاعة وقلة احترامه.
علينا جميعاً ألا نفتح لمخببٍ ومفسدٍ بابًا، ولا نصغي لهم أذنا، وألا يستهوينا حب الاستطلاع وما يقوله الناس عنا، فنسقطَ في حبائل المخببين والمفسدين من حيث لا نشعر وعلينا أن نتثبت حينما ينقل إلينا خبر سيّئ عن فرد أو جماعة من المسلمين، فلا نتعجل بقبوله حتى نعلم مدى صحته.
ووفق الله الجميع لكل خير وكفانا الله وإياكم شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.