الرؤية التي تسعى وزارة الصحة الى تحقيقيها هي في توفير الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة. تلك الرؤية سوف تكون ملموسة (بإذن الله) عن طريق تحقيق مجموعة من الاهداف الاستراتيجية والتي تبنتها وزارة الصحة، ومنها: 1) اعتماد المنهج الشامل في الرعاية الصحية 2) رفع مستوى جودة العمل وقياس الاداء 3) تطوير الصحة الالكترونية ونظم المعلومات 4) الاستخدام الامثل للموارد سواء البشرية والمادية وذلك عن طريق تطبيق أفضل طرق تمويل اقتصاد الرعاية الصحية. تلك الاهداف الاستراتيجية سوف تتحقق عن طريق هدف استراتيجي رئيسي والذي يتمثل في تأهيل الكوادر الصحية المؤهلة محليا، مع جلب الكوادر الخارجية سواء من الدول المتقدمة في المجال الصحي.
ولكي تستطيع وزارة الصحة اداء عملها بالشكل الصحيح والوصول الي أفضل النتائج فقد تم وضع قيم للعمل المؤسسي الصحي مثل: المريض اولاً، الجودة، المهنية، الفريق الواحد، الشراكة مع المجتمع وغيرها من القيم الايجابية التي عن طريقها يمكن الوصول الي الأهداف، حيث يكون ذلك عن طريق ارساء العمل الجماعي بين المجالس واللجان الصحية المختلفة ومقدمي الخدمات الصحية ضمن فريق واحد، وذلك لهدف منع الارتجالية والعشوائية في القرارات الصحية.
كما هو معروف فان هناك العديد من المشاريع الصحية التي انشئت من اجل تحسين الاداء الطبي، من تلك المشاريع التحسينية للأداء والمتمثل في مختلف صور التعاون والتعاقد مع الكليات الصحية والمنظمات العالمية المتميزة في المجال الصحي. الى جانب ما ذكر، قامت الوزارة على مدار العقود الماضية بالعديد من الانجازات الصحية والتي يمكن ان تكون بنية صحية للخدمات الصحية الحديثة والتي يتطلع اليها الجميع بانها خطوات اساسية لمشروع وطني متكامل وشامل للرعاية الصحية والتي سوف تقف بصلابة امام التحديات التي تواجه القطاع الصحي مثل: الزيادة السكانية، زيادة الامراض المزمنة (مثل السكري، الفشل الكلوي، الضغط)، وزيادة الاصابة ببعض الامراض الخطيرة مثل القلب والسرطان (اورام الثدي، القولون، المثانة). واصبحت لدي الوزارة خطط عديدة وواضحة لمواجهة تلك التحديات وتتمثل في اعداد المستشفيات (بمختلف فئاتها) بالتقنيات الحديثة وتهيئة كوادرها التي تحتاج اليها.
باختصار، ما ذكر أعلاه، كانت عبارة عن صورة مختصرة للعديد من الانجازات الصحية التي تعتبر لبنات اساسية وهامة في العمل الصحي (خلال العقود الماضية) والتي اسهمت وبوضوح في تحسن مستوي المؤشر الصحي العام. ولكن لابد ان ندرك، انه من الضروري (ايضاً) في اعادة التفكير في تحسين تلك الرؤية وذلك عن طريق اعادة صياغتها مع الاهداف الاستراتيجية ووضعها في إطار يساهم وبفاعلية في التحكم والتوجيه الافضل للموارد المالية والبشرية والتي تعتبر شرايين اساسية لتحسين مختلف صور الرعاية الصحية.
استشاري وباحث صحي
drimat2006@hotmail.com