جيل الأمس، أو جيل المتقاعدين متوسطي الأعمار المتنعمين برغد العيش بعد مرحلة الشح والحاجة من السعوديين والسعوديات لا زال جلهم يستذكر تفاصيل ما بعد البدايات، مستحضرين بين الفينة والأخرى ما يمكن إدراجه ضمن نوادر القصص في زمن ما سمي بالطيبين استنادا لبساطة مفرطة فرضتها حاجة مغلفة بصعوبة العيش وشغف الحياة في الجزيرة العربية قبل أن تتبدل خلال فترة قصيرة من عمر مشروع سعودي تنموي متدرج قفز بالمملكة الى صفوف العشرين الكبار ولازال، عازما على تحقيق جودة الحياة التي أشرقت ملامحها فأضحى السعوديون والسعوديات الأكثر سعادة وطمأنينة وأمناً بين كافة المجتمعات بشهادات عالمية تدعو للفخر وتعزز القدرة والمكانة مدعومة بما تحقق بالجانب التحصيلي العلمي لأبنائنا وبناتنا في مجالات لا حصر لها حتى بات التفوق السعودي عنواناً صارخاً للتنافسية الدولية في كافة مجالات الحياة.
صحيح أننا نتأفف من تضخيم الأنا ولا نجيد فنون تسويق الذات ولا ادل على ذلك من تقصيرنا فيما يتعلق بالمخرجات الإعلامية في بعض الأوساط والمجتمعات العالمية بزمن بات من المهم أن تسبق الاقوال الأفعال. فيما عكست المملكة تلك النظرية مدفوعة بقناعة راسخة بالأهمية البالغة لتأثير الفعل الحسن المؤثر على حياة الانسان بمقابل الاعتماد على شعارات بالية خلفت الدمار للكثير من المجتمعات القريب منها والبعيد، ولعلنا نستدل على سبيل المثال بما يعيشه المجتمع الإيراني متأثرا بمغامرات وشعارات نظام لا تعنيه حياة الانسان ولا يتحسس حاجاته بل أن آخر اهتمامه تسخير الإمكانات المتاحة لخدمة الناس بعد أن سخرت تلك الامكانات للهدم والتدمير والقتل والتفجير وتأجيج الطائفية البغيضة.
صحيح أننا لسنا مجتمعا ملائكيا، إلا أن الأكثر صحة بأننا نعيش تفاصيل التنمية بأساليب مدهشة للقاصي والداني قياسا للغير، بلغت حد إرغام العدو قبل الصديق على الاعتراف بالقفزات والإنجازات التي مكنت القاطنين تحت سماء المملكة العربية السعودية من استثمار التقنية حتى باتت المراجعة الحضورية لدائرة حكومية او خاصة مسألة تستدعي التعجب لتصبح السعودية ملء السمع والبصر بفترة قصيرة في اعقاب المؤثر الإيجابي للرؤية السعودية الواضحة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويقود تفاصيلها ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ” حفظهما الله “، حيث بدت تؤتي ثمارها ليصبح نمط العيش أكثر سهولة ورفاهية إذ أن التحول الرقمي المشهود عنوان تقدم حضاري غير مسبوق أدى ابان ازمة كورونا الى مسيرة حياتية طبيعية محفوفة بالدعم والمساندة المبهرة ولهذا استمرت الدراسة عن بعد وكأن الطلاب والطالبات على مقاعد الصفوف الدراسية التي ظلت خالية لعامين تقريبا.
لعلنا نتفق أن الاستقرار الذي نعيشه في وسط اقليم يموج سخونة لم يتأت بالصدفة بل جاء عبر سلسلة من المزايا في مقدمتها الروابط الوثيقة بين القيادة والشعب والتي بنى قواعدها المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن عندما عقد العزم على توحيد قبائل متناثرة متناحرة أضحت بحكم النوايا الطيبة قبيلة واحدة يجمعها وطن بحجم قارة فتحولت خلال سنوات من مجتمع تغلب عليه الفرقة الى مجتمع عصري تسوده الالفة والمحبة والتآلف، فشغف السعوديين والسعوديات بعشق تراب المملكة لم ينبع مدفوعا فالفطرة وحدها ذلك أن ما تحقق في المملكة العربية السعودية على مستوى التعامل الإنساني محفز محوري لمزيد من الحب والهيام حتى بات الغياب عن ارض الوطن فعلا مؤرقا حد الضجر واصبحت الإقامة في المملكة أمنية تصل حد الحلم لدى الكثير من الاشقاء والأصدقاء بل بلغ الامر التندر بالراحلين حتى وان كانت الدوافع اضطرارية لذلك تصافح الأعين ملايين المقيمين إقامة دائمة من المتمتعين بالرفاهية ورغد العيش ولهذا تمثل ذكرى اليوم الوطني للسعوديين والسعوديات على وجه التحديد الحدث الأكثر مدعاة للفخر والاعتزاز بحكم هيبة ولدت اعتزاز تدفق إنجازات متلاحقة جعلت من المملكة العربية السعودية دولة عصرية بعد أن خلفت وراء ظهرها باقتدار الكثير من دول العالم المتقدم بالحكمة والروية والتخطيط السليم مترفعة عن التوقف لمجاراة حاقد أو صاحب هوى أو حاسد فاسد أو متربص بالأمة، ولا ادل على ذلك من لحظات مراقبة الواثق المقتدر للمنهمكين بالمؤامرات من الذين قضوا أعمارهم في مشاريع كيدية باءت بالفشل والعار فتساقطوا كالذباب بين انابيب الصرف الصحي ونواصي شوارع عواصم الغرب على مقربة من دكاكين حقوق الانسان مشردين طالبين الصفح والغفران جراء ارتكاب جرائم لا تغتفر إلا أنها بالعرف السعودي تغتفر ثم تغتفر ثم تغتفر بحكم الثقة والايمان القاطع بالتسامح دون إسقاط الحقوق، والشواهد لا تحتاج دليلاً.
رئيس التحرير