في هذا اليوم العظيم من تاريخ وطننا الحبيب سوف لن أتحدث أو أناقش الأفراح والإحتفالات والإنجازات .. لأن جميعها هي نتاج قيادة فذة حكيمة لتغيير المجتمع وولادة دولة سعودية جديدة.. بمفاهيم وقيم عصرية تحاكي تطلعات الشباب الذين يشكلون النسبة الغالبة من نسيج المجتمع .. والسبب أننا نتغنى بالمناسبات والأفراح والإنجازات .. وننسى أو يغيب عن وعينا أهمية القوة الدافعة لتلك الإنجازات .. ونقصد بها القيادة ..
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه بقوة هو .. لماذا القيادة مهمة؟.
كثيرا ما نسمع ونقرأ عن القيادة ونختزل دورها في قيادة المنظمات والشركات فقط .. ونتناسي أن قيادة الأوطان هي الحاضن الأكبر الشامل الجامع لكل القيادات الإدارية والمجتمعية والسياسية في الوطن .. بل هي النبراس الذي يقتدي به مواطنو الدولة ومنظماته..
القيادة ليست مهمة سهلة كما يعتقد البعض .. أو كما يبثه لنا بعض الإداريين والقادة من إنطباع .. إنها مهارات مكتسبة ومصقولة بالعلم والمعرفة .. ولها سماتها وفنونها الشخصية وأساليبها القيادية .. الى جانب القدرات على رسم السياسات وبناء الإستراتيجيات واستقطاب العقول والكفاءات .. وتحفيز الطاقات على البذل والعطاء وإيجاد المناخات الملائمة للإبداع والإبتكار وتحقيق الأهداف .. كل ذلك لن يتم تحقيقة إلا من خلال شخصية شجاعة تستدعي الخيال وتصنع المستقبل .
قيادة المجتمعات هي الأنماط والأساليب القيادية التي تؤثر في الآخرين وتستكشف مكامن الثراء في الوطن والقدرات الكامنة لدى الأفراد وتسخيرها لإنجاز الريادات والمهمات الصعبة والمستحيلة ..
قيادة الأوطان تتطلب صناعة الأمل وهيكلته بعد دراسة واعية.. ومن ثم إسداء مسؤولية التنفيذ للقادرين على تغيير المجتمع وتطوير جودة الحياة.
ومن هذا المنطلق أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .. وولي العهد الامير محمد ابن سلمان أهمية دورهما القيادي الشجاع .. ببعديه المحلي والعالمي .. وصنعا آمالا عظاما من خلال رؤية 2030 بأهدافها الطموحة وإستراتيجياتها الشاملة.. من أجل تحقيق تطلعات أبناء الوطن والأجيال القادمة في حياة كريمة ومستقبل واعد مليء بالتحديات.