جدة – البلاد
أسبوع ملتهب شهدته العاصمة الإيرانية طهران، عقب مقتل الشابة العشرينية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، ما وضع حكومة الملالي والمرشد الأعلى خامنئي في وجه طوفان شعبي لا قبل لهم، فالتظاهرات سالت في الشوارع والجامعات في تنديد بما حدث ومطالبة برحيل النظام القمعي، إذ ظهرت هتافات “العار على خامنئي”، “الموت لرئيسي” وغيرها من الهتافات التي تؤكد أن الغضب بلغ مداه من ممارسات النظام الإيراني.
واستمرت الاحتجاجات في الجامعات أمس، فضلاً عن مدينة أورومية عاصمة محافظة أذربيجان الغربية، التي تقع غرب البلاد، والتي تقطنها أغلبية تركية وأقلية كردية، ففي طهران خرجت عشرات الطالبات من جامعة الزهراء، كذلك شارك طلاب جامعة طهران أيضا في احتجاجات أمس رافعين هتافات ضد السلطات، فقد هتف الطلبة المحتجون “العار العار على زعيمنا الحقير”، في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي. يأتي ذلك بعد أن شهدت جامعات العاصمة أمس الأول أيضا تظاهرات مماثلة رفعت خلالها شعارات مناهضة للحكم الحالي، كما خرجت احتجاجات مماثلة في غرب البلاد لاسيما في مدينة تبريز عاصمة أذربيجان الشرقية، مدينة كرمانشاه (غربا) بالإضافة إلى يزد وسط البلاد، ومدينة شيراز، تنديداً بمقتل الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً بظروف مشبوهة، وجهت فيها أصابع الاتهام للأمن.
وبالتزامن مع التظاهرات المتواصلة لليوم الخامس على التوالي، تعرضت مواقع مؤسسات رسمية في إيران لعمليات اختراق من قبل قراصنة، تنديدا بمقتل مهسا، إذ تعرض موقع وزارة الثقافة فضلا عن المصرف المركزي إلى الاختراق من قبل مجموعة من القراصنة. وأظهر البحث على الإنترنت عن موقع المركزي، على سبيل المثال، علامة “خطأ”، فيما تبنت مجموعة “أنانيموس” الشهيرة في عالم القرصنة، عملية الاختراق للموقع الإلكتروني للبنك المركزي وكذلك وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية انتقاما من الحكومة.
وللحد من التظاهرات وإخفاء جرائم القوات النظامية الإيرانية تجاه المحتجين تخطط الحكومة لتعطيل الإنترنت، حيث قال وزير الاتصالات عيسى زارع بور، أمس، إن الوصول إلى الإنترنت في البلاد قد يتعطل “لأسباب أمنية”، زاعما أنه بسبب القضايا الأمنية والمناقشات الجارية حاليا في البلاد، قد يقرر الجهاز الأمني فرض قيود على الإنترنت ويطبقها، ما يشير إلى النوايا السيئة من قوات الأمن الإيرانية تجاه المتظاهرين.
وخارجيا يتلقى النظام الإيراني ضربات متوالية مع خلافات داخلية عميقة تعصف بمليشياته، حيث اعتقلت مخابرات النظام السوري خلال الأيام الماضية 34 عنصراً من الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في عدة مناطق في دير الزور، بتهمة التعاون مع التحالف الدولي وجهات خارجية، طبقا للمرصد السوري، الذي بين أنه عقب تلك الاعتقالات بدأ ضباط الحرس الثوري وقادة من حزب الله وضباط في المخابرات الجوية السورية التحقيق مع عناصر الميليشيات، فيما يواجه الموقوفون تهم التعامل مع “التحالف الدولي” وجهات خارجية ورصد تحركات الإيرانيين وحزب الله وإعطاء إحداثيات للمقرات ومواقع عسكرية ومخازن السلاح في دير الزور، ما أدى إلى إرباك الميليشيات المتواجدة في المنطقة، وغيابها عن الأنظار في المواقع العسكرية.