واشنطن – البلاد
صدمت الولايات المتحدة الأمريكية إيران، مؤكدة الوصول إلى طريق مسدود فيما يخص مفاوضات الملف النووي بسبب تعنت طهران وردودها غير المقبولة، بينما دعا وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعادة العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على إيران على الفور، محذرا من إعفائها من العقوبات السابقة.
وأشار بومبيو إلى أن سلوك إيران الخبيث أوضح شيئًا واحدًا، وهو يجب على إدارة بايدن إعادة فرض العقوبات التي فرضناها على الفور، مضيفا: “لقد نجحت تلك العقوبات”، محذرا من منح إيران إعفاء من العقوبات خطأ فادح. وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، وكبيرة المفاوضين بشأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران العام 2015، إن الجولة الأخيرة من المحادثات وصلت إلى طريق مسدود. وبينت شيرمان وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”: “نحن في طريق مسدود، بمعنى أن إيران، في الجولة الأخيرة من المفاوضات، أعادت لنا رداً غير مقبول بالنسبة لنا.
لقد أرسلنا رسالة حول ما نعتقد أنه ضروري وما هي العناصر الحاسمة هنا، والآن الكرة في ملعب إيران”. ومن خلال العمل مع نائب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك أنتوني بلينكن، كانت شيرمان مهندسًا رئيسيًا لصفقة 2015. وقالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيواصل البحث عن طرق للمضي قدمًا طالما أننا نعتقد أنه من المنطقي القيام بذلك. ويعتقد رئيس الولايات المتحدة ووزير الخارجية ووزير الدفاع أن إيران يجب ألا تحصل على سلاح نووي. وأضافت شيرمان: “نعتقد أن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة هي أفضل طريقة لضمان ذلك، لكننا سنكون مستعدين لكل احتمال إذا لم يتم تنفيذ الصفقة”. وقد تغير الوضع السياسي في الولايات المتحدة، حيث يواجه بايدن انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر، والتي تجعل من الصعب التوصل إلى صفقات مع إيران.
وأدلى منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتصريحات مماثلة بشأن المفاوضات الجارية لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي يحد من برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات. وقال بوريل: “أخشى أنه مع الوضع السياسي في الولايات المتحدة، سنبقى الآن في حالة من الجمود”، فيما ردت إيران بالتراجع العلني عن التزامها بتعهداتها، وزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بشكل كبير، وإغلاق كاميرات المراقبة التي تديرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وقال بوريل إنه خلال الشهرين الماضيين، “كانت المقترحات متقاربة، ولكن للأسف بعد الصيف لم تتقارب المقترحات الأخيرة، إنها متباينة”.
وفي الداخل الإيراني تتواصل الاحتجاجات عقب مقتل الشابة مهسا أميني تحت تعذيب الشرطة، فيما أعلنت الأحزاب الكردية وولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، الحداد العام والإضراب أمس واليوم في وقت تواصل السلطات الإيرانية إنكار مسؤولية النظام في الحادث، كما أفادت منظمة حقوقية بإصابة 5 أشخاص بينهم حالات حرجة برصاص الأمن الإيراني ضد محتجين في مدينة سقز. وشهدت إيران تظاهرات ليلية تنديدا بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، فقد أفاد ناشطون بعمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن في سنندج عاصمة كردستان إيران، كما قطع محتجون طريقا رئيسيا يؤدي إلى سنندج عاصمة كردستان. وأقدم المحتجون مجددا على تمزيق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني. فيما واجهت قوات الأمن المحتجين بالغاز المسيل للدموع.