الرياض – البلاد
تهتم المملكة بتوفير جودة الحياة لكافة أفراد المجتمع من بينهم السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، إذ تعمل اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” إحدى اللجان الوطنية، على تطوير الوسائل الكفيلة برعاية النزلاء والمفرج عنهم وأسرهم، وتحسين حياتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً، وإعادة تأهيلهم بما يكفل لهم حياة كريمة، إذ أنشئت بموجب قرار مجلس الوزراء، ويرأس مجلس إدارتها وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وتضم في عضويتها اثنتي عشرة جهة حكومية، إضافةً إلى الشراكات مع القطاع الخاص المتمثلة برجال الأعمال.
ويقول الأمين العالم للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” صقر بن محمد القرني، إن تراحم انطلقت كبذرة عطاء من مدينة الرياض ثم توسعت لتصل إلى جميع مناطق المملكة، لتضم أمراء المناطق كرؤساء فخريين للجنة “تراحم” في المناطق التابعة لهم، مبيناً أن تراحم بدأت مؤخراً في إستراتيجيتها الجديدة التي تشكل اهتمامها الكبير بأسرة السجين، كان آخرها الحملة الرمضانية التي أطلقتها “عطاءك يفتح لهم أبواب الحياة”، حيث بدأت التركيز على العطاء لأسر السجناء، وبنائها وتنميتها وضمان استقرارها، وتوفير حياة كريمة في ظل غياب العائل لهم؛ لتكون لبنة مثمرة في المجتمع.
وأشار القرني إلى أن تراحم تتكون من ثلاث مسارات رئيسة وهي: الرعاية الأساسية، والعناية الأسرية، وتنمية القدرات من ناحية التمكين والاكتفاء، من خلال تقديم ما يقارب 32 خدمة في مسارات خدماتها، فمثلاً الرعاية الأساسية يندرج تحتها 13 خدمة، ومسار العناية الأسرية يندرج تحته 11 خدمة، وكذلك تنمية القدرات بواقع 8 خدمات مقدمة، علاوةً على تمكين أبناء الأسر المستفيدة من الدراسة في الجامعات، وبرامج التوظيف والتدريب، وبرامج ريادة الأعمال، والتوظيف والمساعدة للمفرج عنهم ودمجهم في المجتمع من خلال زيارتهم لفروع “تراحم” في مختلف مناطق المملكة، والاستفادة من الخدمات المقدمة لهم.
وأكد الأمين العام لـ”تراحم” أن اللجنة توفر مكاتب لها بواقع 15 لجنة فرعية للقيام بأعمالها، ومتابعتهم بعد الإفراج عنهم ومراعاة خصوصيتهم الاجتماعية والإنسانية، وقيام الجمعيات الخيرية والمجتمع المدني والقطاع الخاص للمضي في دورها الأمثل في المسؤولية المجتمعية والإنسانية. وتسعى اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” للاستفادة من التجارب المحلية والعالمية في مجالها من خلال بلورة التجارب بما يتناسب مع أهدافها ورؤيتها المستقبلية، وتعظيم الأثر المستفاد من برامجها وخدماتها.
استراتيجية تطوير
ويعمل مجلس إدارة اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمُفرج عنهم وأسرهم “تراحم” على تطوير الأعمال دوما، حيث عقد في وقت سابق اجتماعاً افتراضياً برئاسة وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي- رئيس مجلس إدارة “تراحم”، وبحضور أعضاء المجلس وبمشاركة من رؤساء اللجان الفرعية بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، مستعرضا الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واطلع على ما تم بشأن متابعة الأداء الإستراتيجي والمالي للعام 2022م، وما وصلت إليه مرحلة التحول في “تراحم” ولجانها الفرعية، فيما أوضح الأمين العام للجنة “تراحم” صقر القرني أن الاجتماع خرج بعدد من التوصيات تسهم بنجاح المرحلة كالموافقة على تحديث الاستراتيجية بما يتوافق مع تطلعات واحتياجات المستفيدين والتركيز على مفهوم الأثر من خلال المواءمة بشكل مباشر مع استراتيجية المديرية العامة للسجون.
وبين القرني أنه جرى اعتماد برنامج “تطوير اللجان الفرعية”، وهو عبارة عن 22 مشروعاً تطويريا والتي ستسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمستفيدين، إلى جانب اعتماد إنشاء صندوق وقفي استثماري لـ “تراحم”، مثمنا الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة وحرصها على تعظيم الفائدة والقيمة التي يقدمها القطاع الغير الربحي، مؤكدا أن إستراتيجية تراحم ستكون على مستوى التطلعات والتوافق مع رؤية المملكة 2030.
تعاون بحثي
وتهتم “تراحم” بالبحوث والابتكارات تماشيا مع رؤية المملكة 2030، حيث وقعت اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، اتفاقية تعاون مشترك مع المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية. وقال القرني، إن الاتفاقية تهدف إلى تحقيق التعاون بين الطرفين في تنفيذ برامج وأنشطة تساعد على دعم وتحفيز القطاع البحثي والاجتماعي وتطويره والارتقاء بجميع عناصره ومقوماته، من خلال تعزيز البحوث والدراسات، ودعم المبادرات الموجهة لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، وتفعيل دور الأطراف في تحقيق رؤية المملكة 2030.
وتُلزم الاتفاقية الطرفين بتبادل المعلومات والبيانات ذات الاهتمام المشترك، ودعم واقتراح المبادرات والابتكارات الاجتماعية ذات العلاقة.
كما وقعت “تراحم”، مذكرة شراكة مع جامعة الطائف، لبحث أوجه التعاون، وتعزيز الشراكة والاستفادة من الخبرات البشرية والإمكانات المتوفرة في جامعة الطائف في الجوانب الأكاديمية والتأهيلية، والبحثية والاستشارات.
وصاحب توقيع مذكرة الشراكة (عرض تعريفي) لشرح مجالات وأهداف التعاون، وآلية العمل والمهام المقدمة من الطرفين، في إتاحة فرص دعم الأسر المنتجة من ذوي السجناء في المشاريع التي تقيمها جامعة الطائف، وتدريب وتأهيل أبناء السجناء في المجالات التي يتطلبها سوق العمل، وإكمال الدراسات الجامعية للسجناء وأسرهم والمفرج، وتقديم ورش العمل الاحترافية، وتقديم الاستشارات المتبادلة بين الجهتين في مجال الأمن الاجتماعي وكل ما يتعلق باستقرار المجتمع وما يؤثر فيه.
رقم قياسي في عدد المحامين المتطوعين
تميز اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” بجدة في خدمة السجناء منحها حق دخول موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، إذ حصلت على جائزة الموسوعة لتسجيلها أكثر من 70 محامياً ومحامية متطوعين دون مقابل؛ بهدف الدفاع عن قضايا السجناء.
واعتبر رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم المستشار أحمد بن عبدالعزيز الحمدان، احتفاء “تراحم جدة” والحصول على جائزة غينيس فخراً وإنجازاً مهماً لخدمة المستفيدين من خدمات تراحم، وذلك من خلال دعم الأسر والسجناء وتوفير محامين متطوعين لتقديم العون والدفاع عن كل محتاج، فيما أكدت مديرة العلاقات العامة والإعلام باللجنة الوطنية لرعاية السجناء بيان اليوسف، أن الشراكات المجتمعية التي بُنِيَت في لجنة تراحم أسهمت بشكل كبير في بناء منظومة من الخدمات التنموية في مختلف المجالات والقطاعات، لا سيما أن “اللجنة” تسعى لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بالوقوف بجانب السجناء ذوي الدخل المحدود للحصول على محاكمة عادلة والحفاظ على حقوقهم أثناء إجراءات السير في الدعوى.