الرياض – غدير الطيار
تختتم اليوم الخميس القمة العالمية للذكاء الاصطناعي أعمال نسختها الثانية، التي انطلقت تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا». وبهذه الرعاية الكريمة للقمة ، تقدم المملكة نموذجا عالميا رائدا في بناء اقتصادات المعرفة للأجيال، وبصمات قوية في عولمة الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، لتمكين دول ومجتمعات العالم من التقنيات الحديثة وفق مبادئ وضوابط تحفظ للبشرية التطور السليم والتنمية المتقدمة المستدامة. تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول في تبني توصيات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها اليونسكو في نوفمبر 2021 بمشاركة 193 دولة والتي جرى تطويرها بمساهمة خبراء من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”.
وتتويجا لذلك ، أطلقت المملكة أمس خلال القمة في اليوم الثالث ، مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي قامت بإعدادها “سدايا” لمرئيات العموم، حيث تسهم هذه المبادئ بتسهيل التطبيق العملي للأخلاقيات أثناء مراحل دورة حياة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما تسهم هذه المبادئ في دعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة، مما ينعكس على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها المملكة للأفراد بما يضمن الاستخدام المسؤول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، إن هذا الإنجاز الوطني من المشروعات التي عملت عليها “سدايا” ضمن حزمة من المشروعات والمبادرات التي تسهم في تحقيق الرفعة للمملكة وضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي في خدمة رؤية المملكة 2030.
وأوضح أن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ستساعد على تأسيس ممارسات وطنية في جميع القطاعات لدعم تبني الذكاء الاصطناعي للحد من الممارسات الخاطئة المصاحبة لهذه التقنية من خلال تطبيق مبادئ (النزاهة والإنصاف، الأمن والخصوصية، الإنسانية، المنافع الاجتماعية والبيئية، والموثوقية والسلامة، والشفافية والقابلية للتفسير) بالإضافة إلى المساءلة والمسؤولية.
من جهته قال المشرف على أعمال المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في “سدايا” الدكتور ماجد التويجري: إن هذه المبادئ ستساعدنا على الانتقال إلى الجيل التالي من الابتكار في العديد من المشاريع، وقد نجحت الهيئة في تلخيص مسؤولياتنا التي يتوجب علينا الالتزام بها في مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونسعى بكل طموح لمواصلة تطوير وتفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتجاوز التوقعات”.
وإلى جانب أكثر من 10 آلاف شخص و200 متحدث من 90 دولة يمثّلون صانعي السياسات في مجال الذكاء الاصطناعي ورؤساء كبرى الشركات التقنية في العالم، انضم عدد من طلاب الدراسات العليا من أرقى المعاهد والجامعات العالمية في العالم إلى القمة العالمية للذكاء الاصطناعي ، وذلك في إطار اهتمام الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بجذب القدرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز دور الشباب المتميز وإثراء طموحاتهم في هذه المجالات.
التعاون الرقمي
وفي سياق الاهتمام بالقمة العالمية للذكاء الاصطناعي ومجمل حصادها ، صدر في يوم سابق بيان الرياض الصادر عن الدول الأعضاء في “منظمة التعاون الرقمي” ، مؤكدا أهمية على توظيف تكنولوجيا الذكاء الصناعي المبتكرة لصالح البشرية والمجتمعات والدول والعالم بأكمله.
وتضم منظمة التعاون الرقمي: (السعودية ، البحرين، الكويت، المغرب ، قبرص، جيبوتي، نيجيريا، عمان، باكستان، الأردن، رواندا) ، وأُسِّست وفقاً لرؤية تقوم على إنشاء اقتصاد رقمي شامل يدعمه التعاون ، وتضمن بيان المنظمة ، بحسب الأمينة العامة ديمة اليحيى، حزمة ركائزٍ أساسية تساعد في تحويل هذا المستقبل إلى واقع قريب، ومنها: سد الفجوة الرقمية بين القطاع والأفراد من مختلف الأجناس، وتمكين المجتمعات الأقل حظاً للقضاء على الفقر والجوع من خلال النمو الاقتصادي، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم والرعاية الصحية والزراعة ، وتوظيف الحلول المبتكرة لبناء مدنٍ مستدامة، إضافة إلى ضمانات تمنع الخوارزميات من التمييز ضد المجتمعات ، وضمان استخدام التقنية وفقاً للإرشادات القانونية.
مركز للتميز
في علوم البيانات وقعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) اتفاقية شراكة إستراتيجية، بهدف تأسيس مركز للتميز في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي.جاء ذلك خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية، التي تنظمها ” سدايا” في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وقال مدير جامعة (كاوست) توني تشان: ” إن مركز التميز المشترك بين (سدايا) وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي سيركز على تطوير التعليم، وصقل مهارات الجيل الجديد من السعوديين في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع الطلب الكبير على الدورات التدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى المملكة، حيث ستعمل الجامعة على تبوء موقعٍ قياديٍ في هذا المجال، بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي”.
من جهته أوضح المشرف العام على المركز الوطني للذكاء الاصطناعي الدكتور ماجد التويجري، أن مركز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وسدايا للتميز سيكون مزوداً للحلول المبتكرة، وتطوير الكفاءات، عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؛ لتعزيز مكانة المملكة الرائدة في عصر البيانات الجديد. 15 ترليون دولار حجم السوق بحلول 2030 أكد المتحدثون في جلسة “الاستثمار في الذكاء الاصطناعي” ضمن أعمال القمة العالمية أمس أن حجم سوق هذا القطاع في العالم قدر بحوالي 65 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 15 ترليون دولار بحلول عام 2030م.
وشارك في الجلسة العضو المنتدب والرئيس العالمي الفخري لمجموعة بوسطن الاستثمارية الدكتور هانس بول، ومؤسس شركة إعمار ونون دوت كوم محمد العبار, ورئيسة قطاع التكنولوجيا والإعلام بصندوق الاستثمارات العامة شهد العطار. وأشار المتحدثون إلى أهمية تعاون الشركات الناشئة لتوظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير الإمكانات ، وكيفية ضمان استفادة البشر والمدن والنظم البيئية والمجتمعات.كما تطرقوا إلى كيفية استثمار الشركات والصناديق الاستثمارية والمؤسسات في في هذا المجال , وتحديات البحث والنشر التي تواجهها ، والحلول والأساليب التي استخدمت لمواجهة المشاكل التي تمت في السابق.
إطلاق «تحدي المُدن الذكية»
دشن وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل، ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد بن عبدالمحسن الرشيد ، مسابقة “سمارتاثون” تحت عنوان “تحدي المُدن الذكية” بجوائز يصل مجموعها إلى “مليون” ريال سعودي، بالشراكة الإستراتيجية بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والهيئة الملكية لمدينة الرياض والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، حيث يهدف التحدي إلى تطوير حلول حديثة لتحسين المشهد الحضري بمُدن المملكة، والتوصل إلى حلول تقنية تسهم في الكشف عن مظاهر التشوه البصري والحد منها، والاستفادة من الخبرات السعودية والعالمية لإيجاد الحلول باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى تحفيز وتطوير المواهب والكفاءات في مجالات المُدن الذكية والبيانات والذكاء الاصطناعي.
الانضمام لشراكة
التنمية الرقمية الدولية انضمت المملكة ممثلةً بـ (سدايا) إلى شراكة التنمية الرقمية تحت مظلة البنك الدولي، وهي شراكة تعاونية بين القطاعين العام والخاص لمساعدة الدول النامية على الاستفادة من الابتكارات الرقمية؛ لحل بعض القضايا الأكثر تحدياً.
وبصفتها عضواً جديداً في هذه الشراكة، ستسهم السعودية بدعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز تطوير قدرات البيانات، وتسريع استخدام الأدوات الرقمية، ومشاركة خبرات المملكة وقدراتها من أجل تحقيق النمو المستدام والتنمية الاقتصادية.
ومن خلال هذه الشراكة، سيتم العمل مع مجموعة مختارة من الشركاء من القطاعين العام والخاص، الذين يعملون معاً لتعزيز جهود الدول النامية، لتمكين التنمية الرقمية. وتتطلع المملكة العربية السعودية لبناء شراكات إستراتيجية تسهم في دعم الجهود التنموية على مستوى المنطقة والعالم في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وذلك عبر التعاون مع البنك الدولي.