كل كائن حي على وجه الأرض .. صغيرا كان أو كبيرا، يواجه ضغوطا نفسية هائلة .. حتى المواليد الجدد ومنذ اللحظات الاولى لولوجهم الحياة .. يواجهون ضغوطا تغير الأجواء من داخل الرحم الى تغير الأجواء خارجه.
ولا يوجد أب أو أم إلا ويحاولان تخفيف الضغوط عن أبنائهم ولكن لا يستطيعون منعها عنهم تماما .. بل بالإمكان تأهيل أطفالهم بأدوات وممارسات تساعدهم على التعامل مع تلك الضغوط والتخفيف منها.
ونتحدث اليوم عن الضغوط المدرسية التي تواجه بعض الطلبة في المدارس .. وبالذات عند بداية العام الدراسي الجديد .. وما هي الإستراتيجيات التي يمكن للوالدين إتباعها كي يساعدوا أبناؤهم على تخطي أو التخفيف من تلك المعضلة.
أحد هذه الأساليب هو أن نبدأ بالاعتراف لهم ونخبرهم بأننا ندرك ونتفهم بأن لديهم ضغوطا شديدة تسبب لهم التوتر وعدم التركيز .. ونعترف لهم بأنها قد تكون أوقاتا صعبة في بداية العام الدراسي الجديد .
هذا الاعتراف والإدراك من الأبوين كفيل بإراحة الأبناء وإشعارهم .. بأن هناك من يشعر بهم وبأحاسيسهم ومشاكلهم .. ونطلب منهم أن يعبروا عن مشاعرهم الضاغطة ومدى تأثيرها على أجسادهم وعقولهم ..
وأسلوب آخر يساعد الأطفال والمراهقين على التخلص أو التقليل من الضغوط .. هو إتاحة الفرصة لهم كي يتكلموا عنها .. ويكتبوا مشاعرهم على لوح عام في المنزل بحيث يقرؤه الجميع .. أو أن يسجلوا مشاعرهم في مذكرات خاصة بهم .. ولا تقتصر كتابة المذكرات وردود الأفعال والمشاعر على الضغوط السلبية فقط .. بل يمكن أيضا أن يسجلوا مذكراتهم وانجازاتهم المبهجة والمحفزة بشكل يومي ..
وأسلوب ثالث .. هو ممارسة تمارين الإسترخاء واليوجا والتنفس العميق .. من قبل جميع أفراد العائلة بشكل يومي وجعله طقسا من نشاطات الحياة اليومية .. مع إعطاء أهمية لتمارين التنفس العميق .. لأنها تساعد على وصول الأوكسجين الى خلايا الجسم والدماغ .. وتغذي أطراف الشبكة العصبية كاملة.
وهناك طرق أخرى كثيرة ومتعددة للتخفيف من الضغوط للكبار والصغار .. يمكن الرجوع إليها ودراستها وممارستها بإنتظام .. مثل القراءة والإستماع الى الموسيقي وممارسة الرياضة بجميع أنواعها .. حيث لا يساورني شك في أن أي من هذه الممارسات والتمارين تعفل السحر في إعادة الحياة الى طبيعتها الهادئة.