حقيقة لكل أمة تراث وآثار، والأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها وآثارها باعتبار أن ذلك التراث وتلك الآثار جزء أساسي من مكونات تاريخ وحضارة وهوية تلك الأمة، وهي التي توثق وتكشف عن عراقة هذه الأمة وتدوين تاريخ واضح وصادق لأبرز ما مر بهذه الأمة من أحداث، كما أنها تشكل وثيقة عهد بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية والأجيال القادمة، وهمزة وصل بين الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد، وتحافظ على الهوية التي تميزت وتتميز بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم، وتوثق الصلة بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة، وتمنحهم الشواهد الحية التي تجعلهم قادرين على الاعتزاز بتراثهم وآثارهم وتاريخهم.
ومن الملفت للنظر ما نراه من اعتزاز بالتراث في مملكتنا، ومنها مهرجان ولي العهد للهجن 2022، حيث انطلق المهرجان فى الثالث والعشرين من يوليو على ميدان الطائف للهجن، الذى يعد من أعرق ميادين الهجن فى المملكة، فقد افتتح عام ١٤٠٦هـ، ويعتبر وجهة رئيسة لملاك وعشاق الهجن وحاضنا للموروث الأصيل. مهرجان ولي العهد شهد ويشهد ما مجموعه 591 شوطاً على مدار 44 يوماً. ويعتبر هذا المهرجان دعما كبيرا لرياضة الهجن، وتعزيزا لها، ناهيك عن الأثر الإيجابي الكبير على الجانبين الاقتصادى والسياحى الذىيرفع حقيقة من مستوى السياحة فى منطقة الطائف؛ نظير كثافة الحضور للمهرجان ما بين ملاك وجمهور ومحبين لهذا الإرث الكبير. إضافة إلى أن هذه المشاركات العالمية في مهرجان ولي العهد دليل على أن لنا بصمة واضحة في نقل هذا الإرث نحو العالمية “ولقد سعدنا سعادة بالغة بدخول رياضة سباقات الهجن من ضمن دورة الألعاب الأولمبية وهذا فخر واعتزاز لكل منتسب للرياضة”. وبالفعل نفخر بكل بإنجازات الاتحاد السعودي للهجن، حيث يعمل على تأصيل هذا الموروث كثقافة لنا كسعوديين وخليجيين، وجعلها رياضة عالمية يسعد ويفخر بها الجميع. نعم مع نجاحات الرياضة في كل مجالاتها، ومع نجاحات الرياضة خاصة الهجن
إرثنا وتقافتنا؛ فلنحافظ عليها. وللحديث بقية.