جدة – البلاد
في تأكيد واضح لأهمية زيادة الاستثمارات في صناعة البترول والغاز لضمان استقرار الإمدادات ، حثَّ مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك” على ضرورة هذه الخطوة ، محذرا من خطورة حدوث عجز كبير في الإمدادت بحلول عام 2025 وما بعده، مع احتمال كبير لاستمرار ارتفاع أسعار البترول فوق مستويات المائة دولار للبرميل لفترة طويلة.
وأشار إلى أن تدخلات “أوبك بلس” أسهمت في التنبؤ بمستقبل السوق والعمل على توفير بعض الراحة للمستثمرين وجذب استثمارات جديدة إلى الصناعة.
وبحسب التحليل الداخلي الذي أجراه فريق خبراء (كابسارك) ، هناك ثلاثة سيناريوهات مختلفة لأسعار البترول، فمن المتوقع حدوث انخفاض كبير في إنتاج البترول إذا لم تحصل الصناعة على الاستثمارات اللازمة.
ويرى التعليق أن السبب في انخفاض الاستثمار في صناعة البترول والغاز على المدى القصير هو تقلبات الأسعار، وعلى المدى البعيد الانطباعات الخاطئة بسبب الضغوط الخاطئة التي مورست من قبل ناشطين في قضايا تغير المناخ والقضايا الاجتماعية التي أدت إلى تثبيط المستثمرين عن تمويل مشاريع التنقيب، وأثرت على جاذبية القطاع بالنسبة للممولين المستقبليين المحتملين.
تحديات السوق
وقد حدَّت ثلاثة عوامل من قدرة أوبك بلس على تحقيق الاستقرار في الأسواق وتيسير قرارات المستثمرين بشأن الاستثمارات طويلة الأمد، تمثلت في سلوك المنتجين غير الأعضاء في منظمة أوبك مثل منتجي البترول الصخري الذين ينتجون بلا حدود، وتداعيات جائحة كوفيد-19 ، والضغوط الجيوسياسية المناهضة لاستخدام الوقود الأحفوري.
وأشار مؤلفا التعليق – خوليو أربوليدا وحامد السعدون- إلى أربعة تحديات رئيسة تواجه صناعة البترول والغاز وتثير مخاوف صناع السياسات والمستثمرين فيما يتعلق بجاذبية الاستثمار في هذه الصناعة، تتمثل في تقلب الأسعار، والضبابية الناشئة بسبب التباين الكبير في التوقعات طويلة الأمد، وتنامي المخاوف المتعلقة بتغير المناخ، وانعدام الأنظمة والرؤية المتصلة بالقضايا البيئية والاجتماعية وقضايا الحكومة؛مما يجعلها غير واضحة.
رسائل قوية
وسبق أن حذر سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في كلمته للمؤتمر الدولي لتقنية البترول لعام 2022 في الرياض، من نشوء تحديات أمام صانعي السياسات جراء ارتفاع الأسعار، واصفاً الحملة ضد الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز بأنها “قصيرة النظر وسيكون لها أثر على الرفاهية العالمية” مجددا تأكيد المملكة عزمها مواصلة الاستثمار في قطاعي النفط والغاز وأيضاً الطاقة الجديدة، مؤكداً أن العالم يمر بمرحلة تحول الطاقة، وأن من الخطأ التركيز على جانب واحد مثل الطاقة المتجددة، لأن اقتصاد العالم يتطلب مختلف مصادر الطاقة لتطوير الاقتصاد.
أيضا المكاشفة المهمة التي تناولها الأمير عبد العزيز بن سلمان ، خلال مؤتمر “مستقبل الطيران” الذي استضافته الرياض في مايو الماضي بأن العالم بحاجة للنظر إلى أمن الطاقة والاستدامة والقدرة على تحمل التكاليف عموماً، موضحاً أن جميع أنواع وقود التنقل، بما فيها وقود الطيران، ارتفعت أسعارها، محذرا من أن قطاع الطاقة في العالم لا يشجع على الاستثمار، وهو ما يؤدي إلى نقص الإمدادات” من المشتقات مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات وغيرها، بالتالي ارتفاع معدلات التضخم الذي يضر بالمستهلك النهائي.
أيضا وفي هذا السياق ، سبق وأن أكد رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن قطاع النفط والغاز بحاجة إلى استثمارات بمئات مليارات الدولارات كي يتمكن من تلبية الزيادة في الطلب العالمي. وأشار إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجددة أو النظيفة (الشمس والرياح وغيرهما) يجب ألا يكون على حساب الاستثمار في النفط والغاز.
سوقيا تراجعت أسعار النفط الثلاثاء متخلية عن بعض مكاسب الجلسة السابقة، وهبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر81 سنتا أو 0.7% إلى 104.28 دولار للبرميل، بعد صعودها 4.1% الاثنين في أكبر زيادة منذ أكثر من شهر.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 96.68 دولار للبرميل، بانخفاض 33 سنتا، أو 0.3%، بعد ارتفاع بنسبة 4.2% في الجلسة السابقة، وفق وكالة “رويترز
وأظهر استطلاع أولي أن من المرجح أن تكون مخزونات الخام الأميركية هبطت 600 ألف برميل الأسبوع الماضي، كما تراجع مخزون البنزين ونواتج التقطير.