بغداد – البلاد
تتعمد مليشيات إيران خلق الفوضى بالعراق، ففي الوقت الذي أعلن زعيم تيار الصدر أنصاره من المنطقة الخضراء حقنا للدماء، يصر رئيس ائتلاف دولة القانون، الموالي لطهران على تصعيد الأزمة وعدم الرضوخ لفرص التهدئة، حين لوح بأن الحرب ستتواصل ولا مجال للسلام، ما يؤكد أن مليشيات الملالي عازمة على جعل العراق ساحة نزاع ولا تريد أن يعم الهدوء البلاد لمآرب تخصها لتحقيق مطامعها في العراق.
وبينما تصاعدت حدة الخطاب بعد موقف الإطار التنسيقي الذي يريد تشكيل حكومة تنفذ أجندة موكليه، طالب وزير الصدر صالح العراقي، وبشكل صريح ومباشر، إيران إلى كبح جماح مليشياتها حتى ينعم العراق بالهدوء، فيما طالب زعيم التيار الصدري كل من حمل السلاح بعدم العودة إلى مثل هذا العمل في المستقبل. وقال إن على الجهات الرسمية المختصة المطالبة بحقوق ضحايا التظاهرات “السلمية” التي شهدتها البلاد.
ودعا الصدر بعد أيام على اقتحام أنصاره المنطقة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، إلى حل البرلمان الحالي والذهاب نحو انتخابات مبكرة بأطر ومعايير دستورية جديدة تمنع من تكرار المحاصصة والتوافق في بناء الحكومات المقبلة، وذلك يتماشي مع ما أعلنه رئيس العراق، برهم صالح، الذي أكد أن إجراء انتخابات مبكرة يمثل المخرج للأزمة الراهنة، معتبرا أن الانتخابات الأخيرة لم تحقق ما يصبو إليه الشعب، ويأمله المواطنون. وقال صالح: “نجدد التأكيد على ضرورة الحوار عبر اجتماع وطني شامل، ودعمنا لدعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للحوار بين الفرقاء السياسيين”، موضحا أن الأزمة السياسية لم تنتهِ، ولكن من الضروري وقف العنف، محذرا من أن استمرار الوضع الراهن يُمكن الفساد بصورة أكبر. وحث كلاً من الإطار التنسيقي والتيار الصدري على بحث إمكانية الانتخابات المبكرة، كما شدد على أنه لا يمكن القبول بأن يكون العراق ساحة صراع للآخرين.
إلى ذلك، يرى مراقبون أن مواقف الإطار التنسيقي وتحديداً اليمين منها، ما بعد كلمة الصدر بإنهاء الاحتجاجات وحفظ الدم العراقي من الإراقة، تأخذ طابع التعنت والتصعيد والاستفزاز. وعشية وقف الاشتباكات المسلحة، خرج رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في خطاب متلفز، أنذر فيه فرقاء المشهد السياسي إذا ما استمر التأزم والتصعيد فإنه سيعلن خلو منصبه طبقاً لما ينص عليه الدستور العراقي. وقال المراقبون إنه إذا ما استمر الإطار في تلك المواقف بإصراره على استئناف البرلمان وتشكيل الحكومة ومحاولات جر الصدر إلى اشتباك جديد، فإن الوضع سيذهب نحو تعقيد أكثر بإنهاء النظام السياسي الحالي، معتبرين أن إصرار مليشيات طهران على تفعيل جلسات البرلمان والمضي بتمرير مرشحها لرئاسة الوزراء، سيأخذ الصراع من المواجهة والاشتباك المسلح إلى عمليات الاغتيال.