جدة – البلاد
بينما تشهد العراق أحداثا سياسية عاصفة، دعت المملكة جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف صفاً واحداً للحفاظ على مقدرات ومكتسبات العراق وشعبه الشقيق، مؤكدة دعمها لكافة الجهود الرامية إلى تجنيب العراق وشعبه الشقيق ويلات الانقسام والصراع الداخلي.
وقالت وزارة خارجية، إن المملكة تتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في جمهورية العراق الشقيقة، معربةً عن أسفها لما آلت إليه التطورات من سقوط عددٍ من الضحايا وإصابة آخرين، حاثة جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى اللجوء للحلول السلمية لمعالجة مطالب الشعب العراقي الشقيق، بما يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد وشعبها، سائلة المولى – عز وجل – أن يحفظ العراق وشعبه من كل شرٍ ومكروه.
واعتبر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أن العراق أصبحت رهينة للفساد والعنف، في إشارة للمليشيات التابعة لإيران، داعيا مؤيديه إلى الانسحاب التام من المواجهات بينهم وبين فصائل شيعية أخرى موالية لإيران وقوى أمنية أوقعت 23 قتيلاً. مضيفا: “سأتبرأ من أنصار التيار الصدري إذا لم ينسحبوا من الاعتصام”، مؤكدا أن اعتزاله شرعيا لا سياسيا ونهائي لا رجعة فيه. وتابع أن ما يحدث ليس ثورة لأنه ليس سلمياً، موجهاً الشكر لقوات الأمن على عدم الانحياز إلى أي جانب في أحداث العنف الأخيرة، مقدما اعتذاره للشعب العراقي على العنف في البلاد، فيما بدا أنصار الصدر الانسحاب من المنطقة الخضراء في وسط العاصمة العراقية، وبدأت حركة المرور في العودة تدريجيا إلى طبيعتها.
وأكد رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان العراقي حسن العذاري، في وقت سابق، أن مقتدى الصدر، أعلن إضرابا عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح، مضيفا: “إزالة الفاسدين لا تعطي أحدا مهما كان مسوغاً لاستعمال العنف من جميع الأطراف”، بينما أعلن الجيش العراقي، أمس رفع حظر التجول الذي كان فرضه الاثنين، في كل أنحاء العراق بعد الفوضى والمواجهات التي تلت إعلان الصدر اعتزال السياسة نهائياً، وذلك بعد طلب الصدر من أنصاره الانسحاب من الشوارع. من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه يثمن دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف. وقال إنه يثمن دعوة هادي العامري، وكل المساهمين في التهدئة، ومنع المزيد من العنف.
وحث الجميع على تحمل المسؤولية الوطنية لحفظ الدم العراقي، مشددا على أن دعوة الصدر إلى وقف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي. وذكر أن كلمة الصدر تحمل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات. ولاقت قرارات مقتدى الصدر، ردود فعل إيجابية بالأوساط السياسية والشعبية وأصداء واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فبعد بعد ليلة دامية، بدأ العراق، أمس يستعيد هدوءه نسبيا عقب دعوة زعيم التيار الصدري أنصاره للانسحاب من الشارع من أجل حقن الدماء.
وعاشت بغداد ليلة دامية، أججتها مواجهات استخدمت فيها أسلحة آلية وقذائف صاروخية، بعد نزول أنصار الصدر إلى الشوارع غاضبين، إثر إعلان الرجل اعتزاله الحياة السياسة، ما أسفر عن سقوط عشرات من القتلى والجرحى. وثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، دعوة الصدر لوقف العنف في العراق، مطالبا الجميع بالتجاوب معها. وقال: “أثمن دعوة الصدر لوقف العنف. وأطالب الجميع لمصلحة العراق بالتجاوب معها والعودة بالأمور عن حافة الهاوية”، فيما أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن عمان تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في جمهورية العراق، معربة عن أملها في أن يتجاوز الأشقاء في العراق هذه الأزمة عبر الحوار الوطني، حمايةً لأمن العراق واستقراره ومكتسباته وسلامة مواطنيه ومصالحهم، مشددة على تضامن الأردن المطلق مع العراق الشقيق وجهوده لحماية أمنه واستقراره اللذين يشكلان ركيزة لأمن واستقرار المنطقة.
وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن بالغ قلق المنامة وأسفها إزاء تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، داعية جميع القوى والأطراف السياسية العراقية إلى وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا والمشاركة الفاعلة في حوار وطني شامل وجامع، بما يسهم في تجاوز الأزمة الراهنة، واستكمال المسار الدستوري والديمقراطي، وتلبية تطلعات الشعب العراقي الشقيق في الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتنمية المستدامة، كما رحبت بعثة الأمم المتحدة بالعراق، بقرار رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر سحب المتظاهرين من المنطقة الخضراء. وقالت البعثة إنها “ترحب بالإعلان المعتدل الأخير لمقتدى الصدر”، مؤكدة أن ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل.