واشنطن – البلاد
تحذيرات دولية مستمرة من خطورة تسرب النفط من ناقلة النفط “صافر” التي يعرقل الحوثيون صيانتها، حيث حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من اضطراب حركة الشحن العالمي والأنشطة الاقتصادية في البحر الأحمر جراء بقاء الناقلة العائمة قبالة ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية لليمن دون صيانة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن عدم الصيانة ووجود نظام أنابيب قديم قد يتسبب بتسرب للزيت من الناقلة، والذي بدوره قد يؤدي إلى اضطراب الشحن العالمي والأنشطة الاقتصادية الأخرى في منطقة البحر الأحمر، مبينة أن التسرب سيؤدي إلى تدمير سبل عيش اليمنيين الذين يعتمدون على صيد الأسماك والصناعات الأخرى.
وأجلت الأمم المتحدة زيارة فريق خبرائها لأكثر من مرة بعد تراجع ونكث الحوثيين بتعهداتهم بالسماح للفريق بصيانة الناقلة العائمة وتفريغها لتجنب حدوث كارثة بيئية، فيما تتهم الحكومة اليمنية الميليشيات باستخدام الخزان كورقة “ابتزاز سياسي”.
وباتت ناقلة صافر مهترئة على الرغم من أنها تحمل على متنها 1.1 مليون برميل من النفط، راسية على بعد 6 أميال من الساحل اليمني. وقد يتسبب وقوع انفجار أو تسرّب من ناقلة النفط بواحدة من أخطر كوارث التسربات النفطية في التاريخ، وفق دراسة أجرتها مختبرات منظمة غرينبيس للبحوث. وقد تركت هذه الناقلة دون صيانة منذ عام 2015 بسبب الرفض المستمر للحوثيين بمنح الأمم المتحدة حق الوصول إلى السفينة العملاقة. وجمعت الأمم المتحدة 60 مليون دولار من الـ80 مليون دولار المطلوبة لتمويل تنفيذ المرحلة الأولى من خطتها لإنهاء التهديد المباشر ونقل محتويات صافر من النفط إلى سفينة آمنة مؤقتة. وتقدّر الأمم المتحدة أن تكاليف عملية تنظيف ومعالجة التلوث الذي سيحدثه أي تسرب النفط من صافر ستبلغ 20 مليار دولار على الأقل، بالإضافة لما سينتج عنه من عواقب بيئية وإنسانية واقتصادية واسعة النطاق. وفي يوليو 2020، حذّر “برنامج الأمم المتحدة للبيئة” من أن تسرب النفط من السفينة قد يكون له تأثير بيئي خطير وطويل الأمد على أحد أهم مستودعات التنوع البيولوجي على الكوكب، وربما يدمر المستنقعات الساحلية، وأشجار المنغروف، والأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية لأجيال.
وسيكون للدمار البيئي عواقب اقتصادية وخيمة طويلة الأمد على حوالي 28 مليون شخص في اليمن والسعودية وإريتريا والسودان ومصر وجيبوتي، الذين يعتمدون على هذه المناطق في معيشتهم. ونظراً إلى موقع صافر بالقرب من ممرات الشحن العالمية المهمة، فهناك العديد من العواقب الاقتصادية الضارة المحتملة الأخرى التي قد تنجم عن التسرّب.
من جهة ثانية تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية خروقاتها للهدنة، إذ أعلنت قوات الجيش اليمني، رصد 230 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية خلال الـ24 ساعة الماضية على 7 محاور قتالية، نتج عنها مقتل وإصابة 12 فرداً من منسوبيها. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني، إن ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ارتكبت 230 خرقاً للهدنة الأممية خلال 48 ساعة (19- 20 أغسطس) في جبهات محافظات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب. وتوزّعت الخروقات، بحسب البيان، بين 72 خرقًا في محور حيس جنوب الحديدة، و41 خرقًا في محور البرح غرب تعز، و40 خرقاً غرب حجة، و36 خرقاً في جبهات محور تعز، كما ارتكبت ميليشيا الحوثي 26 خرقاً جنوبا وغربا وشمال غربي مأرب، و10 خروقات في جبهات الجوف، وثلاثة خروقات في محور الضالع، وخرقان في جبهات صعدة.
وأكد البيان أن قوات الجيش، تصدت لمحاولة مجاميع مسلّحة تابعة لميليشيا الحوثي باتجاه مواقع عسكرية شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف. وتنوّعت بقيّة الخروقات بين إطلاق النار على مواقع الجيش بالمدفعية والعيارات المختلفة وبالقنّاصة والطائرات المسيّرة المفخخة، وفق المركز الإعلامي للجيش اليمني، موضحا أنه نتج عنها مقتل أحد أفراد الجيش وإصابة 11 آخرين، مشيرا إلى نشاط الميليشيا الحوثية في استحداث مواقع وحفر خنادق وشق طرقات فرعية ونشر طائرات استطلاعية مسيّرة في مختلف جبهات القتال.