جدة – هاني البشر
قبل استضافة المملكة العربية السعودية للحدث الأكبر في عالم الملاكمة – بطولة العالم للوزن الثقيل “نزال البحر الأحمر” – غدا السبت، تسلّط رشا الخميس الضوء على بداياتها الرياضية ورؤيتها لرياضة الملاكمة على المستوى الوطني والجهود التي تبذل لضمان تحقيق الإمكانات الكاملة للمواهب والرياضة.
حيث تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا نوعيًا على الصعيد الرياضي بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، واهتمامًا خاصًا من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويلهم هذا التحوّل ترسيخ روح المنافسة وتنمية شعبية هذه الرياضات وتشجيع السعوديين على دخول غمارها وضمان جودة الحياة.
وشهدت رياضة الملاكمة تحديدًا تطوّرا كبيرا منذ استضافة المملكة لـ”نزال الدرعية التاريخي” عام 2019؛ إذ ساهم النزال في زيادة نمو شعبية الرياضة حيث ارتفعت نسبة الممارسين إلى 300%.
وكونها شغوفة بالرياضة منذ صغرها، تعتبر رشا الخميس أول مدربة ملاكمة في المملكة وعضو مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي للملاكمة ونائبة رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة ورئيس اللجنة النسائية في الاتحاد العربي للملاكمة، تدمج رشا هذه المناصب مع عملها الأساسي كمستشارة استراتيجية في شركة “إرنست آند يونغ”، وتعمل رشا وفريق العمل في الاتحاد الذي يرأسه عبدالله الحربي على ضمان تقديم أفضل دعم لكل من المواهب الصاعدة ورياضة الملاكمة في السنوات المقبلة.
وقالت رشا: “نشأت وأنا أعشق الرياضة. لقد قدمت لي عائلتي ومدرستي دعماً كاملاً. كنت ألعب كرة السلة بانتظام مع أخي عبد الله، وفي كل نهاية أسبوع نلعب كرة القدم مع أولاد عمي وبنات عمي. اعتاد والدي على تدريبنا وتقديم النصائح لنا لنتمكن من تحسين أسلوب لعبنا. كان لأبي فضل في إظهار أن جميع الرياضات للرجال والنساء والفتيان والفتيات. كل هذه الأسباب جعلتني من عشاق الرياضة وساهمت بشكل مباشر بتحقيق فيما أنا عليه اليوم”.
رياضة للحياة
لطالما كانت الرياضة جزءاً أساسياً من حياة رشا، وتعرفت خلال فترة وجودها في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة على الملاكمة. بدأت رشا في التدريب والتنافس في نادي الملاكمة أثناء دراستها للشهادة الجامعية في السياسة العامة والإدارة، مما ساهم في وضع الأسس لتوجيه شغفها بالرياضة عند عودتها إلى الوطن بعد التخرج.
وأضافت رشا: “كان للملاكمة تأثيرٌ كبيرٌ علي. عندما عدت إلى المملكة في العام 2017 لم تكن رياضة الملاكمة النسائية تحظى بالشعبية الكبيرة، لذلك أردت تغيير ذلك من خلال نشر الملاكمة النسائية على الصعيد الوطني وتمهيد الطريق لرياضيي المستقبل، والمساعدة في بناء نظام بيئي متماسك للملاكمة. تحدثت مع رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة آنذاك وأخبرته برؤيتي حول كيفية تطوير الملاكمة النسائية في المملكة العربية السعودية.
وتابعت رشا: “ناقشنا الحاجات التي تنقصنا وباعتبار أنني كنت لاعبة ملاكمة هاوية في الولايات المتحدة كانت نقطة تحول من لاعبة إلى مدربة، فقد بدأت التدريب في الجامعات ومنذ ذلك الحين وقمت بتدريب حوالي 500 رياضي محلي. لقد فتح لي التدريب، إلى جانب كوني مستشارة في عدد من المشاريع الرياضية مثل المشاركة الرياضية الجماعية وتطوير استراتيجيات الاتحادات ومسارات الرياضيين عالية الأداء، الباب للوصول إلى شغلِ مناصب داخل الاتحاد السعودي للملاكمة والمساعدة في تسريع تطور الملاكمة في مملكتنا الغالية”.
في السنوات التي تلت ذلك، حقق الاتحاد السعودي للملاكمة إنجازاتٍ هائلة. فبالإضافة إلى زيادة الوعي وزيادة المشاركة المجتمعية لممارسة والتغيير الإيجابي في النظرة لرياضة الملاكمة في المملكة، نجح في توفير الرعاية لعدد كبير ومتزايد من المواهب للمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي والفوز بالميداليات في البطولات العالمية، من خلال العمل المؤثر الذي يقوده الاتحاد.
إعادة تصور رياضة الملاكمة في السعودية
بالتعاون مع زملائها، تلعب رشا دوراً رئيسياً خلال سعي الاتحاد السعودي للملاكمة داخل المجتمعات المحلية لرعاية المواهب ومواصلة تطوير هذه الرياضة. يركز الاتحاد جهوده في عدة مجالات، بما في ذلك التدريب والمسابقات وتطوير الرياضيين.
وحول ذلك، قالت رشا: “تعد البرامج التدريبية مهمة للغاية، فكلما زاد عدد المدربين والحكام لدينا يمكننا تنظيم المزيد من المسابقات، الأمر الذي يساهم في اكتشاف وتحديد المواهب الواعدة. نعمل باستمرار على توفير المزيد من التدريب وزيادة عدد المسابقات على الصعيدين الوطني والإقليمي، فضلاً عن البحث لتقديم برامجاً إضافية تمهد الطريق أمام رياضيي المستقبل.
بالنسبة للملاكمة السعودية، يمكن بالتأكيد تحقيق هذا التطور المستدام وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى دعم وزارة الرياضة وسمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل واللجنة الأولمبية السعودية. وتعزو رشا الخميس تطوير ونمو مشهد الملاكمة في المملكة إلى القيادة الوطنية، فضلاً عن التعاون بين الاتحاد السعودي للملاكمة والحكومة والقطاع الخاص لتقديم مبادرات جديدة.
وأضافت: “لولا الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، لما كنا قادرين على تحقيق مثل هذه الإنجازات، ليس من حيث تطور الرياضة فحسب، ولكن من حيث تنوعها وشمولها أيضاً”.
إرثٌ دائم
تعتقد رشا أن “نزال البحر الأحمر”، الحدث الدولي الأبرز للملاكمة والذي يقام في المملكة العربية السعودية ويجمع بين بطل العالم للوزن الثقيل الأوكراني “أولكسندر أوسيك” والبطل السابق البريطاني “أنتوني جوشوا”، سيكون له أثر إيجابي كبير في جميع أنحاء المملكة.
وبعد الاستضافة الناجحة لـ”نزال الدرعية التاريخي” قبل 3 سنوات، عندما واجه “أندي رويز” ضد “أنتوني جوشوا” في جدة تضاعف عدد السيدات الممارسات لرياضة الملاكمة إلى 100% حيث ارتفع العدد من 50 إلى 100 سيدة بين ملاكمات ومدربات، إضافةً إلى زيادة عدد الصالات الخاصة من 7 إلى 59 صالة.
وكشفت رشا أنها تتوقع أن ترى المزيد من الإنجازات في السنوات المقبلة، واختتمت: “أنا متأكدة من أن شعبية الملاكمة وأعداد الملاكمين ستستمر بالنمو بشكل كبير بعد «نزال البحر الأحمر»، مما سيساهم في الانتقال إلى المرحلة التالية من التحول الجذري في رياضة الملاكمة في المملكة العربية السعودية”.