حضرت العديد من اجتماعات مجالس الإدارة لشركات متعددة .. ولكن لم أسمع أو أشاهد حديثا أو نقاشا أو جدالا يدور عن ثقافة المنظمة بين أعضاء مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين لتلك المنطمات أو الشركات.
اهتمامات معظم مجالس إدارات الشركات تتركز على أداء المنظمة ومدى نجاحها في تحقيق الأرباح المستهدفة أيا كانت إرهاصات التشغيل .. وبصرف النظر عن ثقافة المنظمة السائدة بتناقضاتها ومفهومها بين الإداريين والموظفين.
تلعب ثقافة المنظمة دورا مهما في حياة المنشأة وساكنيها من موظفين وإداريين .. إنها حجر الأساس وعماد النجاح للمنظمة .. وتشكل مفهوما شاملا للقيم وسلوك العاملين بها .. وتعكس أسلوب العمل لكل المتعاملين معها داخليا وخارجيا .. والكثير من علماء الإدارة يعطون ثقافة المنظمة أهمية قصوى تفوق أهمية الإستراتيجيات.
وتجدر الإشارة الى أنه لكل منظمة حق إختيار الثقافة الخاصة بها والتي تريد أن تعكسها داخل المنظمة وخارجها كي تكون محور العلاقات والعمل بين موظفيها ..
فمثلا بعض المنظمات تري أن ثقافتها يجب أن تركز على التالي:
** العميل هو محور أو مركز اهتمامها .. وعلى قائد المنظمة أن يلتزم بذلك من خلال النظم والإجراءات والمفاهيم والإستراتيجيات والقيم التي يرسمها لمنظمته .
** وكذلك الأمر بالنسبة للمنظمة التي تختار ثقافة محفزة للإبداع والابتكار .. وتهتم دائما بالمتطور والحديث .. وإنها دائما ما تكون في المقدمة والريادة.
** ومنظمات أخرى تختار التركيز على موظفيها والعاملين بها .. وتحول المنظمة الى بيت للعائلة الواحدة فتجد أن نمط التعاون والتكامل هو السائد في العمل وهذا النوع تجده سائدا في المنشآت الصغيرة أو المبتدئة.
** وبعض المنظمات تتبني ثقافة السوق .. وهي التي تدفع باتجاه الأولويات التي تحقق الأرباح .. وبناءً على ذلك يكون لكل وظيفة وموظف أهداف محددة يجب تحقيقها .. وهذا النمط يخلق فجوة كبيرة بين قيادات المنظمة والعاملين بها وبين عملائها.
وأخيرا أرى أن أحد المهام الرئيسية لمجالس الإدارة هي اختيار الرئيس التنفيذي المناسب لتحقيق الثقافة المطلوبة داخل المنظمة حتى تحقق النتائج المرجوة منها.