لا شكّ أنّ الرياضة الآن أصبحت المؤشر الأول لتطور البلدان، ومقياس تطور الشعوب، وما اهتمام الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، برياضة الوطن، إلّا دليل على ذلك، ومِن هذا المنطلق يجب على إدارات الأندية مواكبة الدعم الكبير الذي نشاهده، حتى نختصر مسافات النجاح، فلا يُمكن مجاملة الرئيس لصديقٍ أو قريب على حساب الأندية والكرة السعودية، حيث إنّ هناك وظيفة، أرى بعض رؤساء الأندية يرسمونها للأصدقاء، وهم غير مدركين لخطورة ذلك، وأعني هنا المدير التنفيذي، وهي الوظيفة التي من المفترض أن تكون الأهمّ في الأندية السعودية، حيث إنّ هذا المنصب يعني صياغة خطة الموسم، والمواسم القادمة ببرامج قصيرة وبعيدة المدى، والمدير التنفيذي هو من يختار المدرب، وبعد ذلك هو من يقرر المعسكر بالتنسيق مع المدرب وإدارة النادي، كما أن هذا المنصب معني بالترتيبات للتمارين والمباريات والمعسكرات.
والتأكد من الأوراق الرسمية للنادي، ومعرفة النواقص بالجلوس الدائم مع المدرب طوال الموسم، وهو صاحب قرار في الأمور الفنية والادارية، وهو نقطة التواصل بين اللاعبين مع إدارة النادي والمدرب، وهو صوت النادي في الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي رابطة المحترفين، وهو من يدعم اللاعبين للمباريات، وهو من يمثل النادي في الاجتماعات الفنية مع المدربين، وهو من يعرف ميزانية الفريق، ويوضحها للمدرب، ويرسم الطريق الصحيح للنادي، وبالتالي فإنّ هذا المنصب لا مجال فيه للمجاملة، لأنه يحتاج للشخص صاحب العلاقات الرائعة مع الشرفيين واللاعبين والاعلاميين والمدربين، وصاحب التاريخ المعروف بالنجاحات السابقة التي من المفترض أن يتباهى بها أمام المدرب واللاعبين،
ويسعى إلى تكرارها، وإذا أردت معرفة أهمية هذا المنصب شاهد الثبات الممتاز في الهلال بوجود فهد المفرج، وشاهد تطور الاتحاد والشباب بعد الزج بحامد البلوي وطلال آل الشيخ، وشاهد مشاكل النصر التي تحدث في كل موسم بسبب عدم تواجد الرجل المميز في هذا المنصب، وبالتالي فإن رئيس النادي يجب أن يبعد عاطفته عن هذا المكان الحساس الذي يؤثر على المدربين واللاعبين، وسيكون الفشل حليف مَن يُجامل في هذا المكان.