جازان ـ البلاد
أتاحت القرية التراثية بمنطقة جازان مجالًا واسعًا أمام 62 حرفيًا وحرفيةً لعرض منتجاتهم الفنية في السوق الشعبي بالقرية، وذلك خلال ملتقى الحرفيين والحرفيات بجازان، الذي اِختتم فعالياته مساء أمس.
وتنوعت الأعمال الحرفية في الملتقى الذي استمر أربعة أيام، حيث شملت أعمال النحت، وأعمال الدباغة، والمنسوجات، وصناعة السبح بأنواعها، والفخار والأواني، والخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية، وصناعه الملابس التراثية، إلى جانب فن إعادة التدوير الذي يعتمد على الخامات المتوفرة وتحويلها لقطع جمالية، والرسم بالخيوط. وسعى الملتقى لاستقطاب الحرفيين والحرفيات المحليين؛ لإتاحة فرص التبادل المعرفي بينهم، والتعريف بأعمالهم وتقديمها أمام الزوار في موقع واحد، وتحفيز الحرفيين والحرفيات لمواصلة إبداعاتهم حفاظًا على الحرف التراثية والفنية بمنطقة جازان. تبرز “القعادة” الجازانية وسط الساحة الشعبية بقرية جازان التراثية مرحبة بضيوف جازان وضيوف المهرجان الشتوي السادس, حيث شكلت القعادة على مرّ السنين رمزًا للاحتفاء بالضيف، وظلت محتفظة بمكانتها في بيوت جازان .
وتبدو قرية جازان التراثية كدار عرضٍ حي لموروثات جازان وتاريخها التليد, حيث اكتست أهمية بالغة لدى زوار منطقة جازان وباتت مقرًا دائمًا ورئيسيًا للمهرجانات.
وفي القرية يقف الزائر على إطلالة لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق, ونمط الحياة السائد في تلك الحقبة, فمن البيت التهامي إلى البيت الجبلي إلى البيت الفرساني, ومن الميفا إلى الجبنة وفناجين الطين ، تلتقي جغرافية المنطقة وتاريخها معًا, لتبوح بعراقة إنسان المنطقة قديمًا وجهده الكبير في التعايش مع الظروف البيئية المحيطة به الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن فتحولت لبيوت وأواني وأثاث وغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ولتربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملًا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورًا ورقيا.