يُحمد لكثير من محققي كتب تراثنا العربي الإسلامي العريق، جهودهم في اخراج هذه الكتب إلى نور النشر للقراءة والاطلاع من قبل القارئين والباحثين ونخص بالذكر الخبراء منهم والعالمين اصحاب الدراية والعارفين بكتب التراث وأسرارها العلمية والمعرفية ومن هؤلاء مع حفظ الألقاب السيد احمد صقر، عبد السلام محمد هارون، علي محمد البجاوي، فؤاد سيد، حسين مؤنس، محمود شاكر، أبو الفضل ابراهيم، أحمد شاكر، محمد أديب الصالح، أحمد أمين وآخرون.
ومضت مسيرة تحقيق الكتب هذه على صواب بدقة وعناية علمية ولغوية متمكنة خاصة إذا عرف القارئ الكريم أن ثمة عثرات وثغرات قد تواجه المحقق وهنا فلينتبه هذا وإن كان حديث العهد بهذه الكتب لأسرار التحقيق الدقيقة كي يضبط مراد المؤلف من موضوع كتابه وما أراد له من خلفيته العلمية والأدبية لغة وهدفاً وابانة. إن هذه المهمة أعلم إنها صعبة للغاية. ولذا وددت أن أقدم الذكرى إن نفعت لأصحاب الشأن التحقيقي للكتب بصفة عامة وبالأخص كتب التراث العربي. إذ أنها كتبت بلغة دقيقة في بلاغة كُتابها اصحاب العلوم والآداب والفنون وذوي الأسلوب العربي الغاية في الفصاحة والبلاغة والدقة الصرفية والكتابية والحرفية التي عُني بها ذووها أيما عناية غاية وجهداً وهدفاً.
لذا ينبغي على محققي كتب التراث اليوم مراعاة الأمر الذي يُعد أمانة علمية في الرقاب وعلى الأعناق ولا حول ولا قوة إلا بالله. فهذا الشأن له قدر عظيم وقيمة كبيرة المعنى والهدف والمراد والغاية من ورائها، تبليغاً من المؤلفين والكتاب والعلماء، إلى أتباعهم اليوم بحكم الجاني الزماني والبيئي وصحة الفكر والوعي وتتابع مراحل المعرفة والعلم.
والسير المستقبلي القادم مع الأيام حيث التلقي لحب التراث ومعارفه العلمية والأدبية والدينية، ومعلوماته الجمة وأفكاره الواسعة والدقيقة.