الطائف ـ البلاد
على أطراف محافظة الطائف ووسط المدينة تتناثر القصور التاريخية التي تحفها الأشجار ببساتينها الخصبة الجذابة المحتضنة للطبيعة الخضراء، والمتصدرة للحراك السياحي، يبرز من بينها القصر الحديدي أحد التحف المعمارية في قائمة أبرز القصور التاريخية التي تحكي الجمالية الكامنة في التفاصيل الدقيقة الملفتة للأنظار والغريبة من نوعها في تلك الحقبة.
اعتمد القصر الحديدي في بنائه بشكل شبه كامل على صفائح الحديد وألواح الزجاج (المرايا)، بتصميم يجمع بين الغرب والشرق، حيث ما زال القصر يتباهى حتى وقتنا الراهن بعظمة وشموخ تراث وتاريخ محافظة الطائف، التي تميزت قصورها بالتنوع المختلف في الطراز المعماري.
ويقع القصر الذي شيده وزير المالية السابق محمد سرور الصبان -رحمه الله- في حي قروى ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1345 هـ، وتميز في أسلوبه المعماري بدمج النمط المحلي والغربي، والحدائق المتناسقة المثمرة بفاكهة الطائف كالعنب والرمان، والزهور التي تحيط بالقصر في كافة جوانبه، وبساتينه التي شغلت مساحات شاسعة أضفت طابعًا جماليًا مختلفًا، إضافة إلى ممر بانورامي بطول يصل إلى نحو 100 متر، مغطى بأشجار العنب.
كما يزين صدره حمام سباحة، ونافورة تقع في وسطه تحمل أشكالاً ورسومات منحوتة، وتصاميم على أشكال هندسية ذات تفاصيل مختلفة، وعدد من الغرف والمجالس، مع المرافق العامة من حمامات ومطابخ وجلسات خاصة بين الغرف تزينها النقوش والمرايا الزجاجية والتحف الفخارية الضخمة المختلفة والعقود وأسقف من الحديد مزجت بالنقوش المحفورة بطابع هندسي بديع الشكل.
ويصل ارتفاع القصر الحديدي أو ما يعرف بقصر الصبان إلى أكثر من طابقين، يحمل في شكلة الخارجي شرفات كبيرة الحجم مزينة بالزخارف، تحيط بالقصر من جوانبه الأربعة، زادت من روعة المكان. واهتمت الأيدي العاملة في تلك الحقبة بالمواصفات الهندسية الدقيقة سواء في أوصاف القصر خارجياً أو داخلياً وتوزيع شبكات الري ووصول المياه العذبة للشرب، وكذلك الاهتمام الكبير بالغطاء النباتي، الذي جرى توزيعه بشكل احترافي كان من أساس القصر، بما في ذلك الطابع التكويني الغريب الذي يحمله القصر، حيث يحرص العديد من سيّاح الطائف على التوافد وزيارة القصر والتقاط الصور التذكارية.