البلاد – محمد عمر
تستهدف ميليشيا الحوثي الإرهابية بشكل مستمر موثقي العقود في صنعاء غير الموالين لها، عبر حملات دهم لمنازلهم واعتقالهم، إذ أكدت مصادر محلية أن عناصر أمنية تابعة للميليشيا شنت على مدى يومين ماضيين حملات ملاحقة ودهم لمنازل أمناء شرعيين (من موثقي العقود) بأحياء متفرقة في العاصمة، بهدف القبض عليهم وإيداعهم السجون، مشيرة إلى أن الاستهداف الجديد الذي طال عشرات من كاتبي العقود في مديريات معين والسبعين والثورة، بصنعاء، يأتي بحجة مزاولتهم أعمالهم وعدم إفساحهم المجال أمام الموثقين الجدد الموالين للميليشيا، نظراً لعدم قبولهم شعبياً، وعدم رضوخ المواطنين للتعامل معهم.
وأكد موثقو عقود، اعتقال الميليشيا خلال اليومين الماضيين أكثر من 32 موثقاً، من أحياء متفرقة في صنعاء، بينما جاءت هذه الحملة مع حملة أخرى مماثلة كانت أطلقتها الجماعة منذ أسبوعين، أزالت من خلالها المئات من اللوحات الإعلانية للموثقين في شوارع عدة بصنعاء، مشترطة عليهم دفع رسوم مالية تحت اسم “إيجارات شهرية”، تراوحت ما بين 100 و150 ألف ريال على كل لوحة إعلانية، فيما ذكر سكان في صنعاء، أن سيارات حوثية تحمل مسلحين لا تزال تجوب أحياء وشوارع عدة في صنعاء، بغية القبض على من تبقى من الأمناء الشرعيين الذين لا يزالون يمارسون أعمالهم، لافتين إلى أن معظم موثقي العقود الحاليين الذين تلاحقهم الجماعة هم من ذوي الاختصاص، ومعتمدون رسمياً، ومعروفون لدى قاطني الحارات والأحياء منذ سنوات ما قبل الانقلاب الحوثي. من جهتها، اتهمت الحكومة اليمنية، ميليشيا الحوثي، بنهب 150 مليار ريال يمني من إيرادات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة منذ بدء الهدنة الإنسانية في 2 أبريل الماضي، والتي ترعاها الأمم المتحدة، مؤكدة أن هذا المبلغ يكفي لتمويل دفع مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لمدة 6 أشهر.
وحمَّل وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، ميليشيا الحوثي التابعة لإيران كامل المسؤولية عن توقف صرف مرتبات موظفي الدولة، بعد اقتحامها العاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة والبنك المركزي ونهبها الخزينة العامة والاحتياطي النقدي، واستمرارها في نهب الإيرادات من جمارك وضرائب وزكاة، وتوجيهها لمجهودها الحربي. وأوضح أن الحكومة أبدت منذ اللحظة الأولى وفي كل جولات الحوار استعدادها لدفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين المدنيين مقابل تسليم ميليشيا الحوثي إيرادات الدولة بمناطق سيطرتها، وقدمت في ستوكهولم تنازلا بالموافقة على آلية المبعوث الأممي بصرف المرتبات مقابل تحصيل إيرادات مواني “الحديدة، الصليف، رأس عيسى”. وأشار الإرياني إلى أن ميليشيا الحوثي منذ بدء الهدنة الأممية قامت بنهب (105) مليارات ريال، و(45) مليار ريال، بإجمالي (150) مليار ريال يمني، من إيرادات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة، تكفي لتمويل دفع مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرتها لمدة 6 أشهر.
إلى ذلك، أكَّد العقيد مرسل الكميم بالمنطقة العسكرية الثالثة لـ”البلاد” أن مليشيا الحوثي تستغل الهدنة في التجسس على المناطق المحررة، وعلى المناطق الحدودية، مشيرا إلى أن الحوثيين يستخدمون الطائرات المسيرة في إطلاق قذائف هجومية على المناطق السكنية المحررة والمواقع العسكرية لقوات الجيش الوطني، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بينهم مدنيين وأطفال، مشيدا بدور التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات، ودعمهم المستمر والملموس لمجلس القيادة الرئاسية وللحكومة وللشعب اليمني، علاوةً على تحركهم السريع لإنقاذ المنكوبين من النازحين في محافظة مأرب، بسبب الفيضانات والسيول، والتي تضرر منها أكثر من 16 ألف منزل، وعدد كبير من الخيام، كما ثمن دعم المملكة الإنساني والتنموي والصحي.