الرياض : البلاد
أطلقت دارة الملك عبدالعزيز مشروع ” المصادر السريانية لتاريخ وحضارة العرب والجزيرة العربية “، الذي يهدف إلى دعم وتوثيق ودراسة مصادر تاريخ وحضارة الجزيرة العربية والتاريخ العربي والإسلامي، والاهتمام بها.
ويُشرف على المشروع فريق علمي متخصص في التراث السرياني، وتاريخ الجزيرة العربية القديم، والإسلامي المبكر، والوسيط، لبناء قاعدة علمية رقمية متكاملة في دراسة محتوى تلك النصوص ومؤلفيها، وتوثيق ما تزخر به من معلومات مهمة، حيث سيتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل تقوم على حصر مصادر التراث السرياني، واستخراج ما تضمنته من نصوص ذات علاقة مباشرة بتاريخ العرب والجزيرة العربية القديم، والتاريخ الإسلامي، والتي تغطي الفترة الممتدة من القرن الثالث الميلادي وحتى القرن الثالث عشر الميلادي (السابع الهجري)، فيما ستقوم المرحلة التالية على بناء قاعدة معلومات رقمية تتضمن إدراج النصوص الأصلية مع الترجمة العربية والإنجليزية، وإعداد دراسة وافية لكل مصدر تشمل التعريف بالمؤلف، وعصره، وأهمية المصدر، ثم التعليق العلمي على المصطلحات الواردة في المتن، وإدراج فهارس للأعلام، والأماكن، والشعوب، والقبائل، بالإضافة إلى الملاحق التي تشمل الخرائط، والجداول، والمصطلحات ونحوها.
ويأتي اهتمام الدارة بالمصادر السريانية كون السريان أكثر الشعوب التصاقاً بالعرب بحكم موقعهم الجغرافي، وتاريخهم الديني، والاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، إضافةً إلى أنها تناولت القرن السابع الميلادي عن أحوال الجزيرة العربية عند ظهور الإسلام، وأهم حواضرها وموانئها، وأخبار ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وفترة الخلفاء الراشدين، وكذلك تفاصيل قيّمة عن حركة الفتوحات الإسلامية، وموقف الطوائف السريانية (نساطرة، ويعاقبة، وملكيين) من الفاتحين العرب، وانتشار الإسلام، ومجتمع الدولة الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي من صور متعددة للتسامح الديني والتعايش السلمي.