جدة – البلاد
تلعب المملكة دورا مهما وأساسيا في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، بجهودها المبذولة في سبيل إحلال السلام باليمن، معربة عن ترحيبها بتمديد الهدنة في الجمهورية اليمنية الشقيقة لشهرين إضافيين، والتأكيد على أهمية فتح المعابر الإنسانية في تعز.
وثمنت المملكة، عبر وزارة الخارجية، جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ، في تعزيز الالتزام بالهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، وذلك تماشيًا مع مبادرة المملكة العربية السعودية المعلنة في مارس 2021م لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى حل سياسي شامل. وشددت وزارة الخارجية، على موقف المملكة الراسخ والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق.
وأكدت أن الهدنة تهدف في المقام الأول إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، كما تؤكد على أهمية التزام الحوثيين ببنود الهدنة الحالية وسرعة فتح المعابر في تعز لتخفيف المعاناة الإنسانية في تعز، وإيداع الإيرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين.
من جهته، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكر لقيادة المملكة على التزامها بالمباحثات التي أفضت إلى تمديد هدنة اليمن، مبينا أن تمديد هدنة اليمن كان موضوعا رئيسيا في المباحثات مع القيادة السعودية خلال الزيارة الأخيرة للوصول إلى سلام شامل. وأشار إلى أن قيادة المملكة أكدت التزامهما بتمديد الهدنة في اليمن، مثنيا في الوقت ذاته بدور القيادة العُمانية في التوصل لتمديد الهدنة. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “يسعدني أن أعلن أن الطرفين اتفقا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين”، منوها إلى أن تمديد الهدنة يتضمن التزاماً من الأطراف بتكثيف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت، مشيرا إلى أنه سيكثف جهوده أيضاً مع الطرفين للتوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق هدنة موسع، الذي شارك مع الطرفين مقترحاً بشأنه وتلقى تعليقات جوهرية من الجانبين بخصوصه.
فيما أوضح المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، أن مقترح اتفاق الهدنة الموسع سيتيح المجال أمام التوصل إلى اتفاق على آلية فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى وتسيير المزيد من وجهات السفر من وإلى مطار صنعاء، وتوفير الوقود وانتظام تدفقه عبر موانئ الحديدة، لافتا إلى أن الاتفاق سيوفر أيضاً فرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل وعلى القضايا الإنسانية والاقتصادية وللتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى سلام مستدام وعادل.
إلى ذلك، رحبت الحكومة اليمنية بإعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة لشهرين إضافيين وفق البنود السابقة، مبينة أن الهدف الرئيسي للهدنة هو إيقاف نزيف الدم اليمني بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية وتسهيل حرية حركة المدنيين وحركة السلع والخدمات الإنسانية والتجارية في كل أرجاء اليمن، وهو ما تحقق فيما يتصل بتسهيل السفر عبر مطار صنعاء ودخول المشتقات النفطية عبر موانئ الحديدة، إلا أن الحصار لا يزال مفروضاً على مدينة تعز ولا يزال ٤ ملايين نسمة من أبنائها يعانون ويل العقاب الوحشي الذي تفرضه المليشيات الحوثية في انتظار تحقيق وعود الهدنة رغم مرور أربعة أشهر منذ سريانها. وشددت الحكومة اليمنية على ضرورة التطبيق الكامل لبنود الهدنة وإيقاف كل الخروقات الحوثية وإنجاز ما لم يتم إنجازه خلال الفترة الماضية والشروع الفوري في فك الحصار الهمجي عن مدينة تعز وأهلها من خلال الفتح الفوري للطرق الرئيسية في تعز وبقية المحافظات، وضمان توظيف عوائد موانئ الحديدة لدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.