في ظلّ التطور الواضح في كرة القدم، التي تعتبر اللعبة الأكثر شعبية في العالم، تميزت هذه اللعبة بتواجد مدربين على مستوى عال من الإمكانات، وبات الإبداع واضحا في تغيير أساليب اللعب مِن مدرب إلى مدرب، فأصبح المدرب- كما أردد دائماً- العنوان الرئيسي لنجاح النادي أو المنتخب، وأصبح له اليد الطولى في تكوين الفريق بعمل البرامج الصحيحة والمعسكر الاحترافي والأسلوب المناسب للفريق أو المنتخب الذي يقوده، فكرة القدم تتطور- يا سادة- بتطور الفكر عند المدربين، وليس الإداريون أو اللاعبون، وبالتالي فقد أكل الدهر وشرب على مقولة 70 في المائة الأدوات و 30 في المائة المدرب، ووصلنا للمرحلة الحالية التي يجب أن نقتنع بأنّ دور المدرب على الأقلّ ٦٠ في المائة والمعسكر الناجح ٢٠ في المائة والأدوات ٢٠ في المائة، خاصة وأنّنا في الدوري السعودي تحديداً نادراً ما نجد اللاعب الأجنبي أو المحلي السيئ جداً، وبالتالي فإنّ دور المدرب في تجهيز اللاعبين ما قبل المباريات وتوظيفهم أثناء المباريات وعمل برامج استشفاء ما بعد المباريات هو الأهمّ حالياً، ولنا في تجربة التعاون بنفس اللاعبين مع ٣ مدربين.. ماالذي حدث؟ بيدرو يحقق الكأس ويتواجد في الأربعة الأوائل في الدوري، وسيرجيو يُصارع على البقاء، وكارتيرون يُعيدهم للمنافسة، وكلّ ذلك في سنتين فقط، كما أنّ الأهلي الذي هبط لدوري الدرجة الأولى يمتلك العناصر التي تُبقيه في الممتاز، ولكن مدربه هاسي هو مَنْ ساهم في هذا الهبوط، وشاهد اتفاق العطوي، واتفاق كارتيرون.. كيف هي الفروقات، واذهب لمنتخبنا الوطني مع ريكارد، وشاهده مع رينارد ولا تنسَ نصر فيتوريا الذي حقّق الدوري كيف بدأ نفس الموسم مع كارينهو ، وحينما تذهب للرائد الذي كان ينافس على الرابع مع ماشين في هذا العام، وحينما أقاله صارع على الهبوط حتى آخر دقيقة في الموسم، والشواهد عديدة من الصعب ذكرها في مقال، ومَن أراد أن يصل لأهدافه سواءً كانت الأهداف البطولات أو المراكز المتوسطة أو مجرد البقاء في الدوري وبحسب الإمكانات الموجودة في فريقه عليه الاهتمام بموضوع المدرب والمعسكر قبل أيّ شيء.