بغداد – البلاد
بينما توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين نحو المنطقة الخضراء في بغداد بعد دعوات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لمواصلة الاحتجاجات، أكدت وزارة الدفاع، أن قوات الجيش العراقي في خدمة الشعب وواجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة، مؤكدة أنه على الأجهزة الأمنية تأمين ساحات التظاهر بعدم حمل السلاح، وحماية المقرات الحكومية والبنى التحتية، مبينة أن الجيش بكل قادته ومنتسبيه هم في خدمة الشعب العراقي ويقفون على مسافة واحدة مع الشعب.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقي إن الأجهزة الأمنية والعسكرية أثبتت ولاءها للعراق في جميع الظروف، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية لا تتدخل في الشأن السياسي، مشددة على أن واجب القوات الأمنية منع حدوث خروقات أمنية وتضييق الخناق على المندسين، مغلقة مداخل المنطقة الخضراء لمنع الصدام بين الصدريون ومناصري الإطار التنسيقي الموالي لطهران. وتواصل قوات الأمن العراقية عمليات تأمين المتظاهرين، فيما تقوم لجان التيار الصدري بتفتيش الوافدين إلى مبنى البرلمان العراقي، بعد أن حذر وزير التيار الصدري، صالح محمد العراقي، من مندسين في صفوف المتظاهرين ودعا إلى الإبلاغ عنهم ورفض أعمال العنف وإراقة الدماء داعيا القوى الأمنية العراقية إلى الحيطة والحذر. في وقت ترأس رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعا أمنيا لمنع أي صدام بين أنصار الإطار والتيار الصدري، وذلك بعد إعلان الإطار التنسيقي عن بدء تظاهرات أمس في المنطقة الخضراء. وبالتزامن مع تواصل اعتصام أنصار التيار الصدري داخل البرلمان العراقي لليوم الثالث، وجه مقتدى الصدر، مجددا دعواته إلى مناصرة الثائرين للإصلاح بما فيهم العشائر والأمن العراقي، قائلا لأنصاره: “إن فوتم الفرصة فلا تلقوا باللوم علي. أدعو لمناصرة الثائرين.. لا تحت لوائي أو قيادتي بل تحت لواء العراق”، مبيناً أن البعض في العراق يدعي أن الثورة الحالية هي ثورة صدرية.
وأضاف: “الثورة العفوية السلمية هي خطوة أولى لمن اكتوى بالفساد والإرهاب والتبعية”، مضيفاً: “آمل ألا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016”. من جهته، دعا وزير الصدر صالح العراقي، أنصار التيار للتظاهر، واصفا نوري المالكي بأنه “سبايكر مان”، في إشارة إلى مسؤوليته عن “مجزرة سبايكر” التي نفذها “داعش” عام 2014 حينما كان المالكي رئيساً للوزراء حينها، وراح ضحيتها قرابة ألفي طالب في كلية القوة الجوية بالقاعدة العسكرية “سبايكر” في مدينة تكريت. وقال في بيان نشره عبر حسابه في “فيسبوك”، إن قبول التيار للحوار الذي دعا له زعيم تحالف الفتح هادي العامري مشروط باستنكار صريح لتسريبات منسوبة لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، موضحا أن التيار يشترط انسحاب العامري وكتلته من الإطار التنسيقي واستنكار ما ورد في تسريبات منسوبة لزعيم ائتلاف دولة القانون والقيادي في الإطار التنسيقي نوري المالكي قبل أيام.
إلى ذلك، كشف مصدر مقرب من داخل التيار الصدري عن خطوة حاسمة يمكن أن يخطوها مقتدى الصدر باتجاه إعادة هيكلة النظام السياسي، مضيفا: “الصدر وتياره يدركان أن الصيغة السياسية الحالية المبنية على التوافق والمحاصصة السياسية باتت عديمة الفائدة”، موضحا أن الصدريين باتوا في الوقت الحالي يتحدثون عن صيغة لنظام حكم رئاسي وليس برلمانياً.