وأطلَّ على الدنيا عام هجري جديد نبتهل إلى المولى أن يكون عاماً يحمل الخير والسلام والوئام للبشرية كلها وبلدنا على وجه الخصوص.. تطوي الأيام صفحات الأعمار، لتأتي بداية عام جديد يقف النابه حيالها متفحصاً عاماً انصرم وصار في عداد التاريخ.. يدور مشهد أيام وشهور عام مضى، بما جرى فيه وما مر في حياة الإنسان.. يقف المرء عند حدث هو الأهمّ في حياة كل إنسان عندما يتذكر من رحلَ من أحبته ومن تخطفته يدُ المنون لتشكل هذه المشاهد صدمات تُعْلِنُ أن الدنيا دار ممر وما بعدها هو المستقر.
في نهاية كل عام تستعرض الدول والمنظمات والشركات والقطاعات موازنات عام مضى هل حققت أهدافها، ونفذت مخططاتها.. هل وُفِقَتْ في ذلك أم أخفقت.. وفي حين تفتخر بمؤشرات النمو والتطور فإنها تدرس أسباب الاخفاق.. كما تعرض كل هذه الجهات خططها للعام الجديد.
وعلى الصعيد الفردي أتوقف كل حين لأتذكر مقولة أوردها أحدهم عندما كان يتحدث عن أسباب نجاح أبرز رجالات الأعمال في العالم، حيث قال إنها الدقة في وضع أهداف واضحة ومحددة، يتلوها “التركيز” في مراحل تحقيق ما وضع من أهداف. وتجاهل أي عروض لا تسهم في تحقيق الأهداف مهما كانت العروض.. وأياً كانت المغريات ما دامت لا تسهم بشكل واضح في تحقيق ما وضع من أهداف.
إن التأمل في هذه الاستراتيجية وهي “استراتيجية التركيز” جدير بالاهتمام والالتزام.. فكم أخفق كثيرون في الوصول إلى أهدافهم بسبب عدم التركيز وبفعل تشتت الجهود أمام مغريات تطرأ خلال تنفيذ الخطط.. وهنا يجدر بمن يريد حياة مستقرة أن يكون مع بداية هذا العام الهجري قد حدد هدفاً أو أكثر وأن يكرّس اهتمامه في التركيز على تحقيق هدفه والابتعاد عما يشتت ذهنه ويبعثِرَ جهده خلال شهور العام.. فما أسرع انقضاء الأيام، وسريعاً سنجد أنفسنا في نهاية عام 1444هـ نندب حظنا في عدم تحقيق كذا وكذا، والعامل الذي سيكون السبب في الاخفاق هو ضعف الاهتمام بعامل التركيز في الوصول لما وضع من أهداف والتساهل في أمر تشتت الجهد.
ogaily_wass@