تونس – البلاد
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال التونسيين الذين يصوتون باستفتاء حول مشروع دستور جديد، وسط ترقب وإجراءات أمنية مشددة، بينما حث الرئيس التونسي قيس سعيّد، التونسيين على المشاركة عقب وصوله للتصويت بأحد مراكز الاقتراع، لإنهاء الحقبة الإخوانية السوداء ووقف فساد أفراد التنظيم الذي حكم تونس لسنوات خلت.
وقال قيس سعيد: “على الشعب أن يكون في الموعد مع التاريخ اليوم ولا يستجيب لمن يدفعون الأموال، مؤكدا أن التصويت لصالح الدستور الجديد سينهي سنوات “المهازل سيئة الذكر”، لافتا إلى أن أطرافا خارجية مع قوى تخون الوطن يحرضون على عدم التصويت في الاستفتاء، مشيراً إلى أن التصويت للدستور سيفتح الطريق لبناء جمهورية جديدة السيادة فيها للشعب.
وهناك أكثر من 11 ألف مركز اقتراع مفتوح أمام المواطنين اعتبارا من أمس، بحسب هيئة الانتخابات المكلّفة بتنظيم الاستفتاء، لتبدأ بعدها عملية تجميع الصناديق وفرز الأصوات، قبل الإعلان عن النتائج الأولية، فيما يتواصل تصويت الخارج في 47 دولة، وبحسب هيئة الانتخابات، فإن عملية الاستفتاء في الخارج كانت نسب الإقبال فيها ضعيفة خلال اليومين الماضيين مع توقعات بارتفاعها.
وأكد الرئيس التونسي أن الحرية ليست مجرد بنود بالقوانين أو الدساتير وإنما ممارسة حقيقية، قائلا إن “المهم أن يكون المسؤول في هذا المشروع مسؤولا أمام ناخبيه، لا أمام الجهة التي رشحته للانتخابات”، داعيا إلى حسم العلاقة مع عشرية الإخوان بالتصويت بـ”نعم أو لا” في هذا الاستفتاء. وتابع: “لاحظتم كيف خرج التونسيون في كل مكان مستبشرين لتجميد أعمال مجلس الشعب السيئ الذكر يوم 25 يوليو الماضي، مشددا على أنه “معا سنبني بسواعدنا وأفكارنا وإرادتنا جمهورية جديدة تقوم على الحرية الحقيقية والعدل الحقيقي والكرامة الوطنية. وللأسف زرعوا في هذا الشعب الإحباط والقنوط حتى لا يهتم بالشأن العام”.
ومضى سعيد قائلا: “نحن أمام خيار تاريخي وللشعب التونسي أن يكون في الموعد مع التاريخ ولا يترك هؤلاء الذين يحرقون الغابات ويوزعون الأموال حتى لا يتوجهوا لصناديق الاقتراع”، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية أوقفت أمس الأحد شخصا يوزع أموالا للتأثير على إرادة الناخبين، كما وجه خلال كلمته انتقادات حادة لجماعة الإخوان وحركة النهضة قائلا: “ليسوا من هذا الشعب، الوطن خانوه، وباعوه ورهنوا البلاد إلى أطراف خارجية، ويطالبون الشعب بعدم التعبير عن إرادته”، مقرا بأن العشرية الماضية كانت سوداء، داعيا لبناء جمهورية جديدة.
وسيتم اعتماد الدستور الجديد، الذي يعطي صلاحيات واسعة للرئيس، بمجرد فوزه بأغلبية الأصوات المصرح بها، ولا يشير المرسوم المنظم للاستفتاء الذي أصدره الرئيس سعيّد إلى حد أدنى مطلوب لنسبة المشاركة من أجل اعتماد نتائج الاستفتاء، كما لا يشير إلى النتائج المترتبة لاحقا عن إمكانية رفض الدستور من قبل المشاركين في الاقتراع. وتسعى السلطات التونسية لإنجاح الاستفتاء على الدستور وتنظيمه في ظروف طيبة كي يصدح الشعب بكلمته ويدحر عشرية الإخوان الأخيرة.