المحليات

مشيدين بكلمة ولي العهد ونتائج القمة.. خبراء لـ “البلاد”: خارطة طريق للاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي

البلاد – مها العواودة

أشاد خبراء سياسيون واقتصاديون بالمضامين العميقة لكلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال ترؤسه قمة جدة للأمن والتنمية ، والرسائل المهمة التي أكد عليها سموه إلى العالم ، بضرورة احترام القيم النبيلة لشعوب المنطقة ، ووضع إطار كامل لمرحلة جديدة باعثة للأمل في نفوس شباب المنطقة.

كما أشادوا بتأكيد سمو ولي العهد على الأخذ بنهج متوازن لانتقال متدرج ومسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة وفق ظروف وأولويات كل دولة ، والدعوة لاكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.

قال الخبير الاقتصادي الدكتور علي الحازمي إن التوازن في الانتقال من الطاقة التقليدية إلى الطاقة الخضراء هو أمر شدد عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف “نحن نلاحظ اليوم ما يحدث في العالم من ارتباك في أسواق الطاقة يأتي بسبب قلة الاستثمارات وهذه الاستثمارات جاءت بسبب توجه بعض الدول غير المنطقي نحو الطاقة الخضراء والتي هي في المجمل تأخذ سنوات كثيرة من أجل الانتقال إلى مثل هذا النوع من مصادر الطاقة، مشيرا إلى أن المملكة لديها توجه وتسير وفق خطط واضحة بخصوص الحياد الصفري والانبعاث الكربوني وهو نهج اقتصادي تتبناه المملكة.

ورأى أن التوازن مطلوب وفي حال عدم حصول استثمارات في السنوات القادمة فإن ربكة أسواق الطاقة ستستمر، مؤكدا على أهمية الزيادة في هذه الاستثمارات من أجل عدم حصول عجز في العرض من شأنه أن يؤثر على النمو الاقتصادى العالمي.

أمل الشعوب والشباب
في السياق يؤكد الكاتب والباحث السياسي السعودي مبارك آل عاتي، أن قمة جدة للأمن والتنمية جاءت محملة برسائل غاية في الأهمية أبرزها أنها مثلت رسالة إلى العالم أجمع بالتأكيد على وجوب احترام القيم النبيلة لشعوب المنطقة ذات التاريخ العريق ، كما أن كلمة سموه وضعت إطارا كاملا وخارطة طريق لمتطلبات مرحلة جديدة تبعث الأمل في نفوس كافة شعوب المنطقة وتحديدا الشباب والشابات وأنهم عماد العمل وهدف الخطط لبناء مستقبل مزدهر لمنطقتنا .
وتابع “كما أكدت كلمة سمو ولي العهد على ضرورة الأخذ بنهج متوازن لانتقال متدرج ومسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة تأخذ بالاعتبار ظروف وأولويات كل دولة وتراعي مصالح كوكب الأرض ومتطلباته البيئية وتنصهر مع مشاريع التحول البيئي ، وكذلك الدعوة لاكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة وتصفير مشاكلها عبر انتهاج حلول سياسية وواقعية تضمن إنهاء أزمات المنطقة وجعل الشعوب تنعم بالامن والاستقرار.

استقرار أمني
من جانبه قال علي القاسم مدير إذاعة جدة: لقد أشار سمو ولي العهد إلى ثلاثة مرتكزات اساسية لنهضة الشرق الأوسط تتضمن:
-تصفير المشاكل الأمنية والسياسية من خلال تكريس الواقعية السياسية .
– التعاون الاقتصادي واستثمار الطاقات والثروات.
– احترام الاختلافات الثقافية والقيم والتركيز على المشترك الإنساني.
وفي إطار تلك المرتكزات تفاعلت المناقشات التي أجراها قادة الدول الخليجية والعربية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال القمم التي كانت مدينة جدة فضاء رحبا لها، حيث حرص الجميع على الدفع بهذه المنطقة الحيوية نحو الاستقرار الأمني والذي بدوره يشكل الأرضية الخصبة للتنمية.

وأكد القاسم أن قمة جدة دليل الاثبات على حيوية دور المملكة ، وأهمية منطقة الشرق الأوسط لأمن واستقرار العالم ، حيث اثبتت الدول الفاعلة في هذه المنطقة أنها تمتلك رؤية طموحة للنهوض استنادا إلى مقوماتها و قدراتها الهائلة للتنمية المستدامة، “فالمنطقة هي بنك طاقة العالم والشباب يشكلون النسبة الأعلى من السكان ، وهذان العاملان هما قاعدة النهضة ونقطة الانطلاق نحو الازدهار الاقتصادي الذي تنشده المجتمعات ،وهنا نذكر التصريح الشهير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، والذي قال فيه انه”يسعى لأن يكون الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة”.
من هنا وعلى ضوء نتائج قمة جدة ، فإن منطقتنا تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة ، يقودها فكر سياسي مختلف يسعى إلى التكامل والتعاون والوقوف على المشترك وتحمل مشروعا يقدم حياة كريمة لشعوب المنطقة ،ويستثمر طاقاتها العقلية والمهارية وكل ذلك في إطار عام من القيم الإنسانية التي يفخر بها انسان هذه المنطقة.


ازدهار المستقبل
الخبير الاقتصادي ماجد الصويغ أكد أن من أبرز مخرجات قمة جدة هي رسالة لدول الخليج والدول العربية والإسلامية والعالم بأهمية استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة من أجل ازدهار المستقبل وإنهاء كافة الأزمات وذلك من أجل تنمية مستقبلية ورفع اقتصاديات الدول وإعادة البناء والإنشاء للبنية التحتية مما يدعم رفاهية المواطن العربي في بلدانهم. مشيرا إلى أن هذه الدعوة هي دليل على أن الأمم تنمو وتزدهر في محيط امني مستقر وبدون الأمان لا يوجد تنمية وازدهار ، لافتا إلى أن الدول العربية الإسلامية هي سلسلة مترابطة امنيا واقتصاديا والمملكة قائدة في هذا الاتجاه لما فيه مصلحة الجميع والمنطقة بأكملها.

وحول دعوة سمو ولي العهد رعاه الله إلى احترام القيم النبيلة للشعوب ووضع إطار كامل من أجل مرحلة جديدة ومستقبل مشرق قال: إنها رسالة لبعث الأمل والإيجابية والطموح في نفوس شباب وشابات المنطقة حيث أن الشباب والشابات هم المستقبل وهم من سيعمل الان والقادة لاحقا لذا يجب عليهم التسلح بالعلم والخبرات من أجل نمو وازدهار المنطقة العربية لضمان مستقبل الشعوب والمحافظة على ما يقوم له قادة الدول في الوقت الحالي للتمتع بحياة رغدة مستقبلا ، مشيرا إلى أن رسالة ولي عهد المملكة العربية السعودية وهو رمز الشباب العربي القائد الطموح الحكيم هي استمرار لنهج وسياسة قادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها.


مشتركات إنسانية
من جهته قال د. عبدالله بن عبدالمحسن العساف ، أستاذ الإعلام السياسي : انتهت قمة جدة وقدمت الكثير من القراءات والتحليلات السياسية والاقتصادية لها، وفي تقديري أن القمة حملت بعداً مهماً جداً تطرق له سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمته، وهو القيم التي تورث ولا تفرض، فلكل امة قيمها الخاصة التي تعتز بها، وتؤمن بها، وتدافع عنها، ولا ترغب في التنازل عنها فضلا عن المساس بها، وهذا لا يمنع من وجود مشتركات إنسانية تشترك فيها الأمم والشعوب، فمن دواعي السلام احترام قيم الأخرين وعدم انتقاصها، أو فرض قيم جديدة لا تناسبهم، فالقيم كالشجر ينبت ويثمر في أرض، ولا يمكن استنساخها وزرعها في أرض أخرى لعدم توفر البيئة المناسبة لها، ولكن التسامح والتعايش وقبول الاخر كما هو مع وجود مساحة مشتركة هو ما يبني العلاقات بين الدول ويعززها، فالسعودية والصين لكل منهما هويته وقيمه الخاصة والمختلفة تماما ومع ذلك لم يمنع هذا الاختلاف من أن تصبح الصين الشريك التجاري رقم واحدا للسعودية.

وأضاف :على الجانب السياسي دعا سمو ولي العهد إلى إيجاد حلول سلمية عادلة لقضايا منطقتنا فهي الكفيلة بإحلال السلام وبالقضاء على التطرف والإرهاب، وهذا لا يتحقق إلا بالتصدي للقوى الأجنبية التي لا تريد بالمنطقة خيرا وعودة المنطقة لشعوبها وأهلها وجعلها منطقة منزوعة من الأفكار المتطرفة بدرجة المطالبة بجعلها منطقة خالية من السلاح النووي، ، وهذه قيم الكبار التي تحرص على مصالح الاخرين وتدافع عنها، وهذه هي الحنكة السعودية النابعة من هويتها السياسية وقيمها الراسخة ومسؤوليتها تجاه امتيها العربية الإسلامية ودورها الدولي المؤثر ، وقد حملت كلمة ولي العهد في طياتها الحلول العملية لقضايا المنطقة، كما عبّر عنوان القمة “الأمن والتنمية” عن ذلك. لتسجل المملكة بقيادتها الرشيدة نجاحات جديدة متميزة لسياستها الحكيمة للاستقرار والازدهار اقليميا ودوليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *