القاهرة – البلاد
تمضي الخلافات داخل جماعة الإخوان الإرهابية إلى أسوأ مما هي عليه حاليا، فقد احتدم الصراع بين الجبهتين المتصارعتين، اللتين تبادلتا الاتهامات بالفساد والعمالة لأجهزة خارجية والتورط في تسليم عناصر الجماعة في السودان للأمن المصري، حيث انكشفت تفاصيل جديدة حول اتهامات بسرقات ورشاوى وعمالة، وأكدت جبهة محمود حسين أن عدداً من قادة جبهة إبراهيم منير، أبدوا ولاءهم لحسين، معبرين عن استيائهم من تصرفات منير الذي يزج بالجماعة نحو الهلاك، وفق وصفهم.
وكشفت الاتهامات عن شكوك حول الأسباب الحقيقية لخروج محمود حسين من مصر قبل الإطاحة بحكم الإخوان بأسابيع قليلة، ومدى علمه من عدمه بانتهاء حكم الجماعة قبل السقوط رسميا، وكيفية خروج حلمي الجزار من مصر في العام 2015، وكذلك كيفية خروج طلعت فهمي، المتحدث باسم الجماعة من مصر، وأبنائه في نفس العام، وهي أسباب تتعلق حسب التسريبات الصادرة من الجبهتين بعمالة لجهات خارجية، فيما أشارت الاتهامات المتبادلة إلى وجود دور لطرفي الصراع في تسليم عناصر الجماعة المتواجدين في السودان، ومنهم حسام سلام مؤسس حركة “حسم”، وعبد البديع أحمد محمود، المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر لإدانته بمحاولة تفجير قرب قناة السويس، وعصام عبد الجيد دياب سيد، ومحمد إبراهيم وأبناؤه وعدد قليل من الأطفال دون سن الثانية عشرة، فضلا عن اتهامات بتسليم قيادي آخر يدعى “باسم” من عناصر الجماعة، وذلك كتصفية حسابات بين الجبهتين وفي إطار سياسة الانتقام التي تمارسها كل جبهة تجاه أفراد الجبهة الأخرى. ويتصدر الفساد المالي الاتهامات بين عناصر الجبهتين، حيث كشفت الاتهامات عن وجود فساد مالي داخل الجماعة، وتحديدا جبهة حسين التي تسيطر على شركات وأموال الإخوان، مع تخصيص سيارات لمحمود حسين وهمام علي يوسف وهو ما نفته جبهة حسين التي أكدت أن السيارات تم تخصيصها لفضائية “وطن” الناطقة باسم الجماعة وتبث من اسطنبول، بينما اتهمت جبهة منير جبهة حسين بأن حسين يتصرف في أموال الجماعة كيفما يشاء، ويمنع الرواتب الشهرية والدعم المالي عن العناصر المتواجدة في الداخل المصري والمتعاطفة مع جبهة منير، فيما قام همام علي يوسف بتوزيع المنح والجنسية التركية والإقامة الدائمة على أفراد جبهة اسطنبول دون الآخرين المؤيدين لجبهة منير.
من جهته، يعتزم إبراهيم منير عقد اجتماع خلال الأيام القادمة مع أعضاء جبهته للاتفاق على إنشاء مجلس شورى جديد للجماعة، واتخاذ قرار نهائي بفصل محمود حسين ومجموعته، وهو ما يعني إعلانا رسميا انشقاق الجماعة وتحويلها لكيانين منفصلين، في وقت وصلت الانشقاقات في جماعة الإخوان ذروتها بعد أن أصدرت جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين بيانا جديدا قررت فيه فصل إبراهيم منير زعيم جبهة لندن وكذلك قيادات بجبهته نهائيا من الجماعة. وفي تحول تاريخي يمثل “شهادة وفاة” من الداخل، بدأت قيادات إخوانية في التنظيم الدولي للجماعة محاولات لانتزاع منصب الإرشاد من القاهرة، فمرشد الجماعة تاريخيا مصري الجنسية، لكن على ما يبدو باتت هذه الحقيقة محل نزاع في ضوء الصراع القائم حاليا بين جبهتي القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير غير المعترف به من الجبهة المنافسة التي يقودها الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين. وهناك مؤشرات أكدها خبراء في شؤون حركات الإسلام السياسي بشأن قراءتهم لتحركات قيادات إخوانية في الخارج للمطالبة بتنحي كل من جبهتي منير في لندن، وجبهة حسين بإسطنبول، على خلفية قرار الأخيرة، بفصل منير و13 إخوانيا.