عدن – البلاد
تستمر ميليشيا الحوثي الانقلابية في خرق الهدنة الأممية مع رفض ضمني لتمديدها بعد انتهائها في الثاني من أغسطس المقبل، في وقت يطالب وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، الميليشيا بالوفاء بتعهداتها بشأن فتح الطرقات في تعز بموجب اتفاق الهدنة. وقال بلينكن، إنه ناقش مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، تمديد الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة لتخفيف معاناة اليمنيين، مثنيا على قيادة الحكومة اليمنية الجريئة بشأن الهدنة التي كان لها تأثير ملموس على حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، مضيفا: “يجب أن نرى تحركاً هادفاً للحوثيين للسماح بالوصول إلى تعز”.
ولا تزال ميليشيا الحوثي ترفض حتى الآن فتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز التي تحاصرها للعام الثامن على التوالي، وتواصل خرق الهدنة إذ أعلن الجيش اليمني مؤخرا، مقتل 8 من جنوده وإصابة 9 آخرين بنيران ميليشيا الحوثيين خلال يومين، في خروقات مستمرة للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني في بيان، إن ميليشيا الحوثي الانقلابية ارتكبت 188 خرقاً للهدنة الأممية يومي الخميس والجمعة، في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب، مشيرا إلى أن الخروقات الحوثية تنوعت بين إطلاق نار على مواقع الجيش من سلاح المدفعية والعيارات المختلفة والقناصة والطائرات المسيرة المفخخة، ونتج عنها مقتل 8 من جنود الجيش الوطني وإصابة 9 آخرين في مواقع متفرقة. وأكد الجيش اليمني إفشال قوات الجيش محاولتي تسلل نفذتها مجاميع حوثية مسلّحة باتجاه مواقع عسكرية في جبهة الأقروض بمحور تعز، لافتا إلى قيام الميليشيا الحوثية بعمليات استحداث مواقع وحفر خنادق وبناء تحصينات وحشد تعزيزات ونشر طيران استطلاعي مسيّر في مختلف الجبهات، مستغلة التزام قوات الجيش الوطني بوقف إطلاق النار. من جهتها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، أمس، تسلم الهولندية فيفيان فان دي بيري مهام عملها كنائبة لرئيس البعثة خلفاً للألمانية دانييلا كروسلاك. وقالت البعثة، إن فيفيان فان دي بيري تمتلك خبرة مهنية تزيد عن 25 عاماً في العمل مع البعثات الميدانية للأمم المتحدة ومقرها.
وطبقا لموقع غوتيريش، تعد النائبة الجديدة للبعثة واحدة من القيادات ذات الخبرة الواسعة في مجال العمل الأممي سواء في الميدان أو في مقر الأمم المتحدة. كما أشار إلى أن آخر منصب لها كان رئيس أركان بعثة المنظمة لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، ومدير شعبة تمويل العمليات الميدانية، إدارة استراتيجية الإدارة والسياسات في مقر الأمم المتحدة خلال الفترة (2020-2022). إلى ذلك، أكد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد المقدشي أن الاستقرار والسلام في بلاده والمنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء التمرد الحوثي ومشروعه الإيراني المهدد للأمن الإقليمي والعالمي، مشيرا خلال زيارته الميدانية لقوات الجيش الوطني المُرابطين في جبهات محافظة تعز، إلى أن ميليشيا الحوثي تسعى لإذلال اليمنيين وإخضاعهم لمشروعها الطائفي العنصري وتريد أن تحكم بالقوة والسلاح، وتعمل لاستهداف المجتمع اليمني في قيمه وعقيدته وهويته اليمانية العروبية. وتابع: “نحن دعاة السلام وندفع التضحيات من أجل تحقيقه، لكن ميليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام ولا بالتعايش والشراكة، وتجاربنا معها مريرة، ومعروف عنها الغدر والخيانة”. وأكد الفريق المقدشي أن “الشعب اليمني له حقٌ أصيل في استعادة دولته وأمنه واستقراره وتحرير أرضه من التدخل والإرهاب الإيراني وميليشيات العنف والتطرف”، مجددا الشكر لمواقف الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة والإمارات، وجهودهم الداعمة للشعب اليمني في معركته الوجودية ضد ميليشيا الحوثي ومشروعها الإيراني، والذي قال إنه يسعى لجعل اليمن خنجرا مسموما في حاضنته العربية ومنصة تهديد للأمن الإقليمي والعالمي. وحثّ المقدشي على “التحلي باليقظة والجاهزية للتعاطي مع المعطيات الميدانية والتعامل مع الأعمال العدائية والإرهابية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية، والتصدي لأي حماقات ترتكبها الميليشيا التي تتمادى في خروقات الهدنة الأممية وتصر على تعميق المعاناة الإنسانية التي تفرضها على اليمنيين”.