جدة ـ البلاد
يعد الابتعاث في المطلق إحدى الوسائل المهمة لتطوير التعليم والرقي به في معظم بلاد العالم، لما يضيفه من فوائد للطلاب المبتعثين عبر إلحاقهم بالجامعات العالمية التي تمتلك الخبرة والجودة في التعليم العالي، ولما فيه من نقل الخبرات والمعارف والتقنيات من الدول المتقدمة علميا وصناعيا إلى الدول المحتاجة لذلك.
وقد سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – إلى دعم الابتعاث الخارجي؛ للإفادة من مخرجاته في التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، عن طريق تأهيل شباب الوطن، وأعمدة حضارته في أفضل الجامعات العالمية وأكثرها خبرة، في جميع التخصصات التي تحتاجها التنمية الآنية والمستقبلية.
وتعمل المملكة العربية السعودية على الدعم غير المحدود لأبناء الوطن المبتعثين، كما أن “الهدف الرئيس من الابتعاث الحصول على الدرجات العلمية ونقل المعارف والخبرات إلى الوطن من الدول المتقدمة، وفي الوقت ذاته أن ينقل الانسان السعودي ما تعلمه من قيم نبيلة اسلامية وعربية إلى المجتمع الامركي كما أن المبتعثين يتركون اثراً طيباً في النفوس والأماكن بالاخلاق الحميدة، والعمل التطوعي والتميز الدراسي تعكس حقيقة السعوديين انساناً وأرضاً”.
وتستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كل عام آلاف الطلبة الأذكياء والمتحمسين من جميع أنحاء العالم، والذين يجذبهم التنوع الثقافي والأكاديمي الموجود في معاهدنا وجامعاتنا، كما يستفيدون أيضا من البرامج المبتكرة والتي تنطوي على قدر من التحديات والمتاحة في عدد من الجامعات.
كما ترعى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عدداً من برامج التبادل التعليمي والثقافي التي تعطي الطلاب والباحثين السعوديين فرصة الدراسة وإجراء البحوث في الولايات المتحدة، وكذلك الطلاب والباحثين الأمريكيين فرصة الدراسة وإجراء البحوث في المملكة العربية السعودية. هذه البرامج متوفرة للمواطنين السعوديين المقيمين في المملكة العربية السعودية والذين لا يحملون الجنسية الأمريكية
وإذا نظرنا إلى برامج الابتعاث نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتقدم دول العالم في استقبال المبتعثين السعوديين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بنسبة 30 %، تلتها بريطانيا بنسبة 15% ، ثم كندا بنسبة 11 %، فأستراليا بنسبة 8 %، مسجلة أكثر من ( 84 ) ألف مبتعث ومبتعثة، في حين بلغ عدد أول بعثة طلابية سعودية إلى أمريكا عام 1947م (30) طالبًا التحقوا بالدراسة في جامعة تكساس الأمريكية الحكوميّة.
ويبلغ إجمالي الدارسين السعوديين في الجامعات الأمريكية أكثر من (125 ألفًا) من المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم، والدارسين على حسابهم الخاص، والموظفين المبتعثين، للاستفادة من الخبرات العلمية التي تزخر بها الجامعات العريقة في العالم ومنها التي في الولايات المتحدة، وتُشرف عليهم الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا التي أنشئت منذ أكثر من 60 عامًا.
وكانت وزارة الثقافة سبق وأن اعلنت عن إصدار قرار ابتعاث لــ 54 طالباً وطالبة سعوديين يُمثلون الدفعة الثالثة من مبتعثي برنامج الابتعاث الثقافي الذي تشرف عليه وزارة الثقافة لتأهيل وتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة في مختلف المجالات الثقافية الإبداعية.
وتوزع طلاب وطالبات الدفعة الثالثة على مسارين، الأول مسار الحاصلين على قبول مسبق وعددهم 52 طالباً وطالبة، والثاني إلحاق بالبعثة وعددهم 2، وبلغت نسبة الطلاب بينهم 37% ونسبة الطالبات 63%.
وبلغت نسبة الدارسين منهم لدرجة البكالوريوس 41% ونسبة 59% منهم لدرجة الماجستير. وتنوعت تخصصات الطلبة والطالبات بين الآداب واللغات واللغويات، وتصميم الأزياء، والتصميم، وصناعة الأفلام، والفنون البصرية، وعلم الآثار، والمسرح، وفنون الطهي، والمكتبات، والمتاحف، وفنون العمارة، والموسيقى.
وتشمل الجهات التي سيدرسون فيها قائمة من المعاهد والجامعات العالمية المرموقة، منها: كلية رويال هولواي (جامعة لندن)، جامعة جورج تاون، كلية بارسونز للتصميم، معهد برات في أمريكا، جامعة كاليفورنيا الجنوبية، الكلية الملكية للآداب والفنون، الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، جامعة كوين ماري، جامعة ديلفت التكنولوجية، جامعة كاليفورنيا بيركلي، جامعة البوليتكنيك في ميلانو، وكلية معهد الفن في شيكاغو.
وتأتي هذه الدفعة بعد إصدار وزارة الثقافة في وقت سابق قرارات ابتعاث لــ 79 طالباً وطالبة في الدفعة الأولى، و149 طالباً وطالبة في الدفعة الثانية، ليصبح مجموع قرارات الابتعاث الصادرة حتى الآن 282 طالباً وطالبة ضمن برنامج الابتعاث الثقافي الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ المملكة من حيث تركيزه على التخصصات الإبداعية في القطاعات الثقافية الـ16، وتوفيره لمزايا متعددة للمبتعثين تتمثل في تحمّله لكافة تكاليف الدراسة، والذي تهدف الوزارة من خلاله إلى سد الاحتياج الذي يتطلّبه سوق العمل للكوادر والمواهب الوطنية المؤهلة في التخصصات الفنية والثقافية.