جدة – رانيا الوجيه – إيمان البدوي
تلعب المرأة السعودية دوراً كبيراً في الحج، وتقوم بواجباتها من أجل تسهيل مناسك ضيوف الرحمن بمختلف المواقع سواء العمل المكتبي أو الميداني أو الطبي، إذ تعتبر جزءا أساسيا من المخطط الأشمل الموضوع لضمان نجاح مواسم الحج. كما تبرز أعمال المرأة خلال موسم الحج، في العديد من قطاعات وزارة الداخلية منها الدفاع المدني والجوازات والأمن العام بمختلف مديرياته وقطاعاته، حيث شاركت المجندات في التنظيم والتفتيش والرقابة والمتابعة الميدانية والترجمة واستقبال البلاغات وغيرها من الأعمال الأخرى، كما تشارك المرأة في الأعمال التطوعية في موسم الحج.
وتقول عفت آشي الحاصلة على الماجستير في الرياضيات المالية إن تجربتها بالعمل خلال موسم الحج مفيدة بالنسبة لها، مضيفة: “بدأت مشاركتي بأعمال النقابة العامة للسيارات مع الفريق الإعلامي خلال موسم رمضان ١٤٤٢ بخدمة ضيوف الرحمن، وأشارك حاليا كمراقب مالي وإداري ضمن فريق قسم الرقابة المالية والإدارية والذي بدوره يشرف على كفاءة العمليات والجودة والكشف عن المخاطر المحتملة التي قد تعيق تحقيق الرحلة المأمولة لضيف الرحمن”.
وترى أن المرأة لها دور كبير في موسم الحج، مبدية فخرها وسعادتها بالعمل إلى جانب زميلاتها لخدمة ضيوف الرحمن، مبينة أن التحول الرقمي أسهم بشكل كبير في تسهيل إجراءات ضيوف الرحمن وتأديتهم للمناسك بسهولة ويسر. وأضافت: “التحول الرقمي وإدارة البيانات الوطنية أسهمتا في تسهيل رحلة الحاج سواء أن رصد أعداد الحجاج الوافدين وتتبع حافلاتهم والإشراف على سير أعمال النقل بدون عقبات أو أعمال أخرى”.
مبادرات ودور فعال
أكدت نداء سامي أخصائي اتصال مؤسسي في النقابة العامة للسيارات، أنها علمت خلال موسم الحج في البداية مع شركة لخدمات العمرة والسياحة بمكة المكرمة ثم رشحت للانضمام إلى الكوادر العملية في وزارة الحج والعمرة ومن هناك كانت الانطلاقة، ثم وقع الاختيار عليها للعمل مع النقابة العامة للسيارات. وتابعت: “عملنا في مختلف المجالات وكنت من أوائل العناصر النسائية المنضمة إلى النقابة للعمل في مجال العمل الميداني وكأخصائي اتصال مؤسسي، ومن ثم انضممت لقسم التسويق والمبيعات وأخيرا عملت كمطور أعمال في مركز معلومات النقل.
وأشارت إلى أن دور المرأة في موسم الحج مهم وله نتائج مثمرة وعالية، مؤكدة أن هذه مشاركتها الثانية في الحج إذ تم انتدابها للانضمام إلى المركز الإعلامي لوزارة الحج لموسم حج 1442 الاستثنائي وكانت التجربة رائعة وموفقة، مبينة أن هناك العديد من المبادرات النسائية الفعالة في الحج.
واستطردت نداء قائلة: “مشاركة المرأة في الحج يجب أن تقاس بالإنتاجية والسعي للتطوير وتحقيق الأهداف، وهذا ما يسعى إليه كل موظف شغوف بعمله”، منوهة إلى أن التحول الرقمي ساهم في تسهيل الحج، مضيفة: “تكامل الجهود بين الجهات في المجال وسعيها للتطوير المستمر ساعد في الإنجاز”، مشيرة إلى أن مباردة (البوابة الالكترونية الميّسرة – مطوف) تمثل وتحقق احد الانطلاقات والتحول نحو رؤية المملكة 2030.
مهام متنوعة
وصفت رانية أحمد مكي شودري أخصائي أول مختبرات طبية، مشاركتها في موسم الحج بالمميزة، قائلة: “مشاركتي بالعمل حدثت بالصدفة وذلك أثناء تمتعي بإجازتي السنوية، عرضت على فرصة للعمل ضمن المنظومة الجديدة بعد التحول من مؤسسات الى شركات للطوافة في هذا الحج الاستثنائي حيث أنني أعمل في أحد اللجان التنفيذية بلجنة العالقات العامة والعالم في شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية ووجدت أنه تحدي جديد لي خاصة أنه في مجال مختلف عن تخصصي وعن أي مجال سابق عملت به في الحج”.
وبينت أن المهام التي تقوم بها مختلفة ومتعددة، مضيفة: نحن فريق عمل غالبيته من النساء حيث نقوم بتنظيم الندوات، المشاركة في الاستقبالات، تحرير الأخبار على منصات السوشيال ميديا والصحف الإلكترونية، والتنسيق للمطبوعات والمخرجات الفنية والتسويقية، والتنسيق بين جميع اللجان. ولا تعتبر هذه المشاركة الأولى لي فمنذ عام ١٤٣٨ هـ كنت أعمل في هذا المجال حيث عملت تطوعيا في اللجنة النسائية بشركة مطوفي حجاج جنوب آسيا حتى اخر عام ١٤٤٠هـ، كما ظهرت الكثير من المبادرات النسائية والتي تبنتها شركات الطوافة المختلفة وكان النصيب الأكبر من العمل بها للمرأة فعلى سبيل المثال وليس الحصر: تم تدشين مراكز لخدمة العملاء من ضيوف بيت الله الحرام في بعض شركات الطوافة بلغات الحجاج أنفسهم أغلب العاملين بها من النساء، كشركتي مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية ومطوفي حجاج جنوب آسيا والتي تعمل على حل المشاكل التي تواجه الحجاج، وأيضا مبادرة مرافق في شركة مطوفي حجاج الدول العربية والنسبة الأكبر من العاملين بها من النساء وفيها يتم مرافقة ومتابعة الحجاج في مقر سكنهم والعمل على حل الصعاب التي تواجههم سواء صحية أو غيرها، كذلك تم تجديد مبادرة الابتسامة التي تبنتها سابقا إحدى الشابات الناشئات والتي تتبنى منهج نبي الله عليه الصلاة والسلام “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.
ومضت قائلة: “في ظل قيادتنا الرشيدة وتحقيقا للرؤية المستقبلية للمملكة فإن حج هذا العام مختلف فالمرأة هذا العام اقتحمت الميدان وبقوة في مجالات عديدة كانت حكرا على الرجال لسنوات، مما انعكس إيجابا على تحسين الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام خاصة النساء منهن وذلك نتيجة لطبيعة المرأة الحساسة والتي لايفهمها إلا من هن من بني جنسها والحقيقة أن شركة مطوفي حجاج دول أفريقيا غير العربية تفوقت عن مثيلاتها حيث أن نسبة النساء العاملات سواء بالشركة أو بمراكز تقديم الخدمة كبير جدا ويتجاوز نسبة 50 %، كما أن هنالك تقنيات كثيرة أدخلت على المجال سـهلت الأمور على الحجاج وعلى العاملين في مجال الحج، حيث أن الكثير من المهام أصـبح إنجازها يسـيرا عبر التطبيقات إلكترونيا والكثير من المعلومات بمجرد مسـح الباركود او الدخول على روابط المواقع تسـاهم في انجاز معاملات الحجاج أو الشـركات .
تقليل الهدر الغذائي
أكدت مرام مبارك رئيسة قسم الفرص الاستثمارية بالغرفة التجارية في مكة المكرمة، أنها تطوعت للعمل مع إحدى شركات الحج في إدارة المشاريع وإدارة المخاطر وعمل مؤشرات الأداء المتوازنة لجميع أعمال الشركة ولجانها المختلفة لمتابعة أعمال اللجان وقياس رضا الحجاج والوصول إلى أداء متميز حسب الأهداف الاستراتيجية للشركة، وعملت سابقا لمدة ٣ أعوام متتالية قبل الجائحة في الإشراف على مكتبين من مكاتب الخدمة لشركة أخرى بقطاع الحج بالقسم النسائي.
ولفتت إلى أن هناك العديد من المبادرات النسائية تم إطلاقها لخدمة حجاج بيت الله، فهناك مبادرة الحج الأخضر تقوم بنسبة كبيرة على أيدي من الكوادر النسائية التي تهدف إلى تقليل الهدر الغذائي و النفايات وإعادة تدويرها بشكل يضمن الأمن البيئي للمشاعر المقدسة.
وعن دور المرأة في موسم الحج، ومدى أهميته تقول مرام: منذ عام ١٤٤٠ وضعت الوزارة هدف لتحقيق نسبة كوادر نسائية ٥ % من إجمالي الموظفين في أي شركة وإذا تم قياس هذه النسبة هذا العام فإننا نرى العديد من الكوادر النسائية المحترفة وذات قيمة في سوق العمل وأيضا العديد من الخريجين يعملون في موسم الحج، منوهة إلى أن التحول الرقمي بالخدمات مهم جدا أثناء الحج لتسهيل التواصل ومعرفة الخدمات واتمتتها وفي هذا الموسم بلغت اتمتة الخدمات ما يقارب أكثر من 70 % ومن اولها خدمة النقل وطلب الحافلات من تطبيق ومنصة ضيف والتنسيق. وفيما يخص الرحلات سنشهد في المواسم المقبلة أتمتة كاملة لجميع الخدمات التي تقدم في الحج.
التقنية تختصر الجهد
وقالت خديجة فدا، من قسم الاتصال المؤسسي في النقابة العامة للسيارات: جاءت مشاركتي في قطاع الحج من خلال تخصصي في الصحافة والعلاقات العامة حيث تمضي مهامي في مجال التحرير الصحفي وصناعة المحتوى النوعي والتنسيق الاعلامي والتسويق الرقمي في النقابة العامة للسيارات بقسم الاتصال المؤسسي واليوم نعمل في نقل الحدث من قلب الحدث وجهود العاملين على خدمة ضيوف الرحمن، وكيف يتم توظيف ذكاء الأعمال في صناعة القرار في المنشأة والمساهمة في انجاح منظومة الحج.
وأضافت: مما لاشك فيه فاليوم التقنية تختصر المسافة والجهد والوقت وعلى سبيل المثال اليوم لدينا في مركز معلومات النقل غرفة شاشات ذكاء الأعمال التي أحد منتجاتها ضيف والتي تساهم بشكل كبير في صناعة القرار والتوقع وتعمل بالأقمار الصناعية وأنظمة التتبع التي تصل إلى المركز من مواقع الحافلات على مدار الساعة. وتابعت: “عمل المرأة في موسم الحج تشرفت به كثير من النساء في المملكة منذ عقود ولكن لم يكن ظاهراً فقد كنت أرى والدي يعمل في هذا القطاع وأخي وزوجي وأنا معهم، واليوم أصبح جلياً والحمد لله بأن من الله علينا بحكومتنا الرشيدة التي أتاحت المجال للمرأة بالعمل في كافة القطاعات الحكومية وأصبح دورها فاعلاً، واليوم أمثل النقابة العامة للسيارات في الإعلام والعلاقات العامة وصنع المواد النوعية ورصد نجاحات مركز معلومات النقل خلال فترة الحج وافتخر بكوني إمرأة مكية تعمل في النقابة العامة للسيارات التي تساهم بشكل كبير وفعال في انجاح منظومة الحج فتنقل الحاج بأمان وذكاء.
مساعد عضو مجلس الإدارة للعلاقات العامة والاعلام في شركة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا سميه فقيه، تقول: اعتقد أن العمل في الحج هو اصطفاء الهي قبل كل بذل، واعتقد أني حظيت بهذا التكليف قبل أن يكون تشريفاً من شركة جنوب شرق آسيا ، فقد رأوا فيّ ما يكمل مسيرة هذا الصرح العظيم في دوري القيادي بقطاع العلاقات العامة والاعلام ، والذي ينطوي على إدارة الإنتاج الإعلامي والصحفي وتعزيز العلاقات الداخلية والخارجية والوعي بالعلامة التجارية للإعلام في الحج دور محوري عظيم، فبدون الإعلام لا اتصال ولا إخبار ولا وصول، إن الاعلام هو مرآة كل الجيوش المنهمكة في العمل الدؤوب، والسعي الحثيث والطامحة في خدمة ضيوف الرحمن، الطامعة في إرضائه.
وأضافت: انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة في تمكين المرأة وجعل دورها جوهرياً، كان لِزاماً هو وجودها ضمن كوكبة الخدمة الجليلة، ومشاركتها الفعالة في أكبر حدث إسلامي عالمي، حيث أن لحضورها الخاص إضافة كبيرة ونظرة مختلفة. وإننا نفخر بكوننا في شركة جنوب شرق آسيا على رأس قائمة تمكين المرأة في كافة القطاعات بواقع ما يزيد عن 400 سيدة، إيماناً وتقديراً لجهودهم.
وقالت دانيه باعيسى، من قسم الموارد البشرية شركة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا : يكتمل دورنا في إعداد العقود الموسمية وصرف مسير الرواتب والمكافآت للموظفين الموسمين، وتعد هذه المشاركة الأولى لي في موسم الحج قبل وبعد الجائحة، و أرى أن دور المرأة مهم جدا من حيث تفعيل تمكين المرأة في جميع المجالات تحقيقاً للرؤية، ووجودها من وجهة نظري يعد أمرًا هاما وذلك لدقة وترتيب و تنظيم عملها.
