الحراك السياسي الإقليمي العالمي، الذي تقوده الرياض بحنكة الواثق المقتدر، يندرج تحت منهج قويم، قام منذ نشأة المملكة العربية السعودية على تعزيز الأمن والاستقرار واستدامة التنمية المأمولة بهيئتها المتجسدة برؤية 2030 التي ظهرت ملامحها جليه بفضاء أمتنا العربية، فيما حصدنا مخرجاتها تقدمًا، لا ينكره سوى جاحد حاقد متربص، حاول ويحاول حجب الشمس بمنخال على طريقة الغارقين بأحلام الشياطين.
اليوم نقف شامخين في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الفائض بالخيرات أمام بوابة مستقبل زاهر يشكل تفاصيله باحترافيه سمو أخي ولي العهد الأمير الشاب المتألق الشغوف بالنجاحات محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولعلي اختصر فيما يتعلق بهذا مدللًا على وضوح النتائج، بما تحقق من إنجازات في مجالات متعددة، خاصة تلك المتعلقة بالتقنية؛ الأمر الذي أدى لقفزات متلاحقة ومدهشة في التنافسية العالمية، خاصة وقد تحقق مالم يكن ممكنا تحقيقه في زمن قصير، وهو الأمر المؤكد لعزم القيادة على اختصار الوقت وبلوغ الأهداف من أقرب الطرق لإحراز جودة الحياة؛ الهدف المعلن والأسمى، التي لاحت بشائر تحقيقه واقعا حيا في مدن وقرى ومراكز يحتضنها وطن بحجم قارة.
لا أعتقد أنني بحاجة لسرد تفاصيل المشهد، وقد تم إحراز الكثير من الإنجازات المحلية تباعا بفعل الإخلاص وتحديد الأهداف والسعي بعزم لتحقيقها، ولعلي هنا أبدي فخري واعتزازي كمواطن سعودي تجاه المكانة التي ارتقت إليها المملكة بين كافة دول العالم، خاصة وقد أضحت ملاذا موثوقا لحلحلة الأزمات وحفظ التوازنات الدولية وقبلة للساسة بحكم عضويتها في مجموعة العشرين الكبار، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها وإنسانيتها المتجسدة بالعمل الخالص الصادق لاستدامة التنمية في كل مكان على ظهر الكرة الأرضية، دون تمييز يمكن ذكره.
لقد كانت جولات سمو ولي العهد الأخيرة لعدد من الدول الشقيقة جزءًا من رعاية واضحة المعالم؛ لتعزيز العمل الجماعي التشاوري وكثيرًا ما حقق سموه نجاحًا باهرًا في هذا الجانب الحيوي ليصبح مصدر طمأنينة لمآل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في منطقة تموج سخونة، وتشهد منذ فترة طويلة العديد من النزاعات المختلفة التي تقودها أطماع إقليمية، حجمت الرياض من مخاطرها المرة تلو الأخرى، حتى باتت بفعل القوة والمكانة والحكمة أقل خطورة، وبات المستقبل مشرقًا تحت ظل أمن وارف؛ إذ لا حياة ممتعة منزوعة الاستقرار، وها نحن ننتظر قمة لقادة دول مجلس التعاون ومصر والأردن إبان زيارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن المماثلة لزيارات رؤساء دول للمملكة، جاءت في إطار تعزيز التعاون ومناقشة العديد من القضايا، ذلك أن العلاقات الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتستقيم عادة، وإن مرت بانحناءات طبيعية. على أن تلك الزيارة تجسد المكانة التي تتمتع بها المملكة كواحدة من الدول التي تصنع المستقبل، وواشنطن تدرك حتما حجم وقدرة ومكانة المملكة.