تقرير – بدر النهدي
بعد الكارثة التاريخية التي حلت بقلعة الكؤوس” النادي الأهلي” وهبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى، لأول مرة في تاريخه، الذي تجاوز الثمانين عاما، دخلت إدارة النادي التاريخ من بابه الخلفي، فالتاريخ سيسطر في صفحاته أن الأهلي العملاق هبط فريقه الأول لكرة القدم في عهد تلك الإدارة.
فكرة القدم في أي ناد رياضي، سواء الفريق الأول أو الفرق السنية، هي الواجهة والمقياس الحقيقي لنجاح العمل الإداري أمام الجماهير؛ محليا وإقليميا وعالميا.
أرقام وأسماء، سواء أندية أو لاعبين، سطرها التاريخ عبر فرق كرة القدم بالأندية الرياضية حول العالم. فالمستديرة الساحرة أخرجت الكثير والكثير من شخصيات، تجاوزت المستطيل الأخضر، وصولا لقيادة وزعامة دول، عبر بوابة لا يجيد إدارتها الكثير، وهي كرة القدم.
* الأهلي.. تاريخ مجيد
إذا أردنا الحديث عن الأهلي، فلابد أن يكون مقرونا بألمع الأسماء العالمية التي استقطبهم النادي العريق من لاعبين ومدربين، وكذلك ممن أنجبهم وأخرجهم الأهلي، الذين كانوا ومازالوا أصحاب فضل على الرياضة السعودية والعربية بل والعالمية، فسرد أمجاد قلعة الكؤوس يطول ويطول، وللمجد بقية.
* تساؤل” البلاد”..
نشرت ” البلاد” في عددها الصادر بتاريخ 2021/6/3 تقريرا معنونا بتساؤل لإدارة الأهلي وذلك فور استلامها مسؤولية الأهلي، بـ” هل ستعيد الإدارة الأهلي إلى منصات التتويج؟”.
بعد أن عاشت جماهير النادي 5 مواسم صفرية، خصوصاً أن آخر بطولة دخلت خزينة النادي كانت في 2016 عندما كان مساعد الزويهري رئيساً للنادي، وحقق خلالها الثلاثية الشهيرة ” الدوري وكأس الملك والسوبر”.
* الإدارة تجيب بالهبوط
تساؤل “البلاد” الذي طرحته على الإدارة، أجابت عليه بالمشهد السوداوي الحالي، نتاج فشلها المريع، الذي لا يخفى على جميع الرياضيين، فقد أكدت الإدارة أن رئاستها للأهلي، ماهي إلا تكريس للفشل الذي لازمها قبل ثلاثة مواسم عندما طالبتها جماهير الأهلي وقتها بالمغادرة بموسم 2018 ، بل سجلت سوأة هبوط النادي الثمانيني لأول مرة في تاريخه!
* الفشل الأسوأ في تاريخ الأهلي..
جماهير القلعة الخضراء وجميع المهتمين بالشأن الرياضي بشكل عام والمطلعة على التاريخ الرياضي وتاريخ الأهلي بشكل خاص ترى أن الإدارة سجلت أعظم فشل في تاريخ النادي، بعدما أوصلت الفريق الأهلاوي لمركز لم يصله منذ تأسيسه، لينتهي به المطاف للسقوط للدرجة الأولى.
*كرت أحمر مبكر
في وقت مبكر من الموسم الحالي، رفعت جماهير الأهلي البطاقات الحمراء في المدرجات، مطالبين بمغادرة الإدارة الحالية بعد استشعارها أنها غير مؤهلة لقيادة النادي في الفترة الراهنة، وكان ذلك بعد مرور 7 جولات فقط من الموسم الأسوأ في تاريخ الأهلي، ولكن الاستهتار والعناد جعلا الإدارة لا تكترث بمطالب الجماهير، حتى حدثت الكارثة.
*موطن الخلل..
أصبح حال الأهلي على لسان جميع فضائيات الدول الخليجية والعربية، بما تستضيفه من نقاد ومحللين توحدت كلمتهم بوصف الحال بأن هناك مكابرة وعنادا لتصحيح موطن الخلل الواضح لأبسط متابع لكرة القدم، والغائب فقط عن إدارة الأهلي، وإدارة كرة القدم.
* أدوات الفشل
رأت الشريحة الأكبر من جماهير القلعة الخضراء، أن أدوات وفريق العمل الحالي هو سبب الفشل، وذلك يعود إلى تكرار أسلوب ونوعية العمل الذي أتت به الإدارة في عام 2018، ورأت الغالبية، أن تسليم زمام الأمور للمدير التنفيذي لكرة القدم هو السبب الرئيس لهبوط الأهلي. فهو من جلب المدرب هاسي المتواضع، أيضا هو من تعاقد مع الأجانب وأغلبهم ثبت تواضع مستواهم، فلم يقدموا المأمول.
* تكرار الأخطاء..
وكأن الزمن يعود بهذه الإدارة إلى تفاصيل عام 2018 حيث بدأت عملها للموسم الحالي بطاقم إداري مكرر، وأدوات عمل وأسلوب مستنسخ. اختيارات سيئة مع نتائج لا تليق بحجم الأهلي سواء على مستوى اللاعبين أو الجهاز الفني. فالموسم الجاري تم التعاقد مع 14 لاعبا محترفا، لم يشكل أي منهم فارقا حقيقيا للفريق، بل كان من تم استبدالهم وإلغاء عقودهم أفضل بمراحل ممن تم استقطابهم.
*غضب جماهيري..
أظهرت الميديا غضب جماهير الأهلي في آخر لقاءين خاضهما الفريق في دوري المحترفين؛ حيث طالبوا الإدارة بالرحيل صراحة وبعد لقاء الشباب التقطت الكاميرات غضبا واسعا لدرجة التشابك بالأيدي.
سأبهر العالم!
ما إن تسلمت الإدارة الحالية مسؤولية قيادة الأهلي، حتى أدلت بالتصريح الشهير” أنا أملك القوة وعلى علم بالخطوة التي اتخذتها” ثم طالبت الجماهير بالصبر؛ لأن ما واجهته كان أقوى من القوة التي يملكها، فيما عادت مرة أخرى بتصريح” سنبهر العالم” إذا تمكنت من تسجيل لاعبين في الفترة الشتوية الماضية، التي تفاجأ عشاق الأهلي بأنهم سيكملون الموسم بستة محترفين أجانب فقط بعد تسريح المحترف السابع قبل الإغلاق بساعات قليلة. ولم تقف التصاريح عند هذا الحد بل تفاجأ الأهلاويون أيضاً بعد أن تنفسوا الصعداء بعقد الرعاية الضخم الذي أبرمه النادي مؤخراً بقيمة مائة مليون سنوياً بتصريح من الإدارة بأنه لم يتبق من السنة الأولى من عقد الرعاية سوى ثمانية ملايين ريال فقط وإجمالي المبلغ سيذهب لسداد قروض وديون. وأخيراً ظهرت الإدارة بعد ديربي جدة وبعد الخسارة التي تلقاها فريقها بتصريح اعتبره الجميع محبطا للاعبين بعد ذكرها أن هناك تغييرات واسعة ستطال اللاعبين. الأمر الذي سينعكس سلباً على أدائهم فيما تبقى من منافسات الموسم وخصوصاً أن وضع الفريق مهتز للغاية
* وعود وهمية..
تعودت جماهير الأهلي على ضجيج تصريحات الإدارة منزوعة الدسم، ففي فترتها الأولى أطلقت أول وعودها بإنشاء ملعب خاص بالأهلي، وقناة فضائية خاصة، بل طالبت الجماهير بترشيح الرجل المناسب لإدارة القناة أو بمن يرى نفسه مناسبا؛ ليتواصل مع الإدارة؛ وصولاً بوعودها إلى إنشاء مدارس النادي الأهلي الرياضية، وستكون انطلاقتها في مدن جدة ومكة والطائف لتتوسع في باقي مدن المملكة، وما إن عادت في فترة رئاسته الثانية حتى أطلقت عدة وعود، كان أبرزها” سنبهر العالم!”.
*الإدارة VS جماهير الأهلي..
طالبت جماهير الراقي، إدارة النادي ضرورة تغيير المدير الفني هاسي، والمدير التنفيذي لفريق الكرة؛ كونه المسؤول الأول عن ما يحدث من نتائج سلبية، وهو الرجل الأول في الخيارات الفنية للفريق، إلا أن الإدارة خرجت بتغريدة عبر” تويتر”مؤكداً ثقتها في المدير التنفيذي بالرغم من اختياراته وسير عمله الذي أصبح واضحا للعيان، حيث اعتبر الكثير من الجماهير ذلك استفزازا واضحا من إدارة ناديهم؛ حيث فضلت المدير التنفيذي على مصلحة الفريق، خصوصاً أن مطالبات التصحيح جاءت في وقت مبكر، ناهيك عن منع التسجيل في الفترة الصيفية، بقرار من الفيفا، ليتكرر نفس السيناريو في الفترة الشتوية بعد أن تم تسريح الظهير الأيمن والفشل في استقطاب البرازيلي برونو تاباتا في آخر ساعة.
*مدربون مغمورون..
ليس وليد اللحظة، جلب مدربين مغمورين من قبل الإدارة ففي عام2018 جلبت الإدارة بابلو جويدي المدرب الأرجنتيني، الذي لم يقدم المأمول للجماهير الأهلاوية الطامحة في ذلك الموسم خصوصاً أن الفريق كان بطلا ومنافسا على البطولات منذ موسم 2016 ولكن فوجئ الأهلاويون بتسريح جويدي لمجمل نجوم الفريق آن ذاك، وفي الموسم الحالي تفاجأ الأهلاويون باسم المدرب الأورغوياني روبرت سيبولدي الذي يخوض أولى تجاربه التدريبية خارج المكسيك، بعد أن استجابت الإدارة متأخرا جدا لمطالبات الجماهير وذوي الرأي والمحللين الفنيين بإقالة هاسي.
*الإدارة VS أبناء الأهلي..
أدلى أبناء ورموز الأهلي مثل طارق كيال وخالد أبو راشد وحسام أبو داوود بدلوهم في عناد ومكابرة الإدارة بشأن بقاء هاسي والرئبس التنفيذي، حيث أكدوا أنهم اجتمعوا مع الإدارة، والرئيس التنفيذي، ولكن لم يتم الاستماع لمقترحاتهم لوضع حلول عاجلة للفريق قبل وقوع الكارثة، ووصفت مقتراحاتهم بأنها تمثل الفكر القديم، وأنها لا تتناسب مع خطط الإدارة الحالية، التي أدت في النهاية لكارثة الهبوط!!.
شماتة الشامتين
في النهاية، حصد الكيان الأهلاوي نتيجة استهتار وعناد الإدارة بعدم وضعها حلولا عاجلة لأزمات الفريق بدلا من تركها حتى استفحلت، فأصبحت عصية على الحل لأن السيف سبق العذل، فوقعت الفاجعة التي هيأت لأحلام بعض الشامتين أنهم يستطيعون نيل شرف دفن أحد كبار الرياضة السعودية.