جدة – هلال سلمان
لا يعد ما حققه فريق الهلال هذا الموسم (إنجازا) فحسب بل هو أقرب إلى (الإعجاز) بعد أن حقق (الزعيم) عودة تاريخية (ريمونتادا) غير مسبوقة وغير قابلة للتكرار على الأرجح، فمن كان يصدق أن الهلال كان يبتعد عن الاتحاد في الجولة الـ 20 من عمر الدوري بفارق 16 نقطة كاملة؟! حينها لو قلت لأحد إن الهلال سيعود وسيحقق الدوري لاتهمك بالجنون والهذيان!
في تلك الجولة، كان الاتحاد متصدرا برصيد 47 نقطة بعد أن خاض 19 مباراة، فاز في 15 منها وتعادل في لقاءين وخسر مثلهما، بينما كان الهلال في المركز الرابع برصيد 31 نقطة بعد أن لعب 17 مباراة فاز في 8 منها وتعادل 7 مرات وخسر مرتين، وكان الفارق 16 نقطة مع مباراتين مؤجلتين للزعيم الذي كان مشغولا حينها بالآسيوية ومونديال الأندية، ومشغولا أكثر برحيل مدربه السابق البرتغالي جارديم- الذي كادت تخبطاته أن تعصف بحظوظ الفريق وخروجه خالي الوفاض من بطولات الموسم- وبضرورة اختيار مدير فني مناسب لخلافته.
رحل جارديم في منتصف فبراير الماضي، وكان اختيار الأرجنتيني رامون دياز (ضربة معلم) لإدارة الهلال، فهو يعرف الفريق والدوري السعودي جيدا، وله سجله الحافل، فعادت معه متعة (الزعيم) وانتصاراته، وأخذ الفريق يجندل خصومه الواحد تلو الآخر، وكأن لسان حاله يقول (كنت مشغولا والحين تفرغت لكم)!
ظل الاتحاد متصدرا للدوري طوال 22 جولة من أصل 30، وحقيقة لا يمكن إنكار ما قدمه من مستوى رائع، لكن السبب الرئيس في ضياع الدوري من بين يديه، هو عدم وجود دكة بدلاء قوية يمكنها سد النقص في حال غياب أي عنصر أساسي، فعانى (العميد) في غياب صخرة دفاعه أحمد حجازي، وعانى أكثر كلما غاب رومارينيو، أو الحارس جروهي، كما فقد نجمين مؤثرين رحلا للمنافس الهلال وهما سعود عبدالحميد وعبدالإله المالكي، فضلا عن إيقاف فهد المولد.
فوز رغم غياب 9 لاعبين
للدلالة على قوة التشكيلة الهلالية، وامتلاكه للبدلاء الجاهزين، خاض بطل الدوري مباراة الحسم في الجولة الأخيرة أمام الفيصلي وهو يعاني من غياب 9 لاعبين هم: البليهي وجانغ هيون سو وكوييار ومحمد كنو بسبب الإيقاف، بالإضافة إلى بيريرا ومصعب الجوير ومتعب المفرج وعبدالإله المالكي وصالح الشهري بسبب الإصابة، وهذا النقص الكبير يعقد مهمة أي فريق، لكن (الزعيم) لم يتأثر ونجح في تحقيق الفوز الذي توج به جهود إدارته وأجهزته الإدارية والفنية والطبية، ليحلق عاليا بـ 18 بطولة دوري، معززا رقمه القياسي ومصعبا المهمة على منافسيه.
نتائج كبيرة مع الكبار
في أول مباراة للهلال مع دياز انتصر على الشباب (5-0)، وكان ذلك جرس إنذار، ربما لم يتفطن له البعض؛ حيث أعلن عن هلال مختلف، بعدها اكتسح الزعيم غريمه التقليدي النصر في الديربي (4-0)، وجاءت القمة والكلاسيكو مع المتصدر الاتحاد ليفوز (2-1)، ثم حان دور الأهلي في الكلاسيكو ليحقق نتيجة كبيرة أيضا (4-2)، وبعدها خاض الهلال في شهر رمضان المبارك مباريات دوري أبطال آسيا، وفي ثاني أيام عيد الفطر خسر الفريق لأول مرة تحت قيادة دياز على يد الفيحاء بعد 6 انتصارات متتالية وكان للإرهاق دور كبير في تلك الخسارة التي أقلقت عشاقه كثيرا.
لكن الهلال ما لبث أن استعاد توازنه ففاز على ضمك (4-2) وكانت المحطة الرئيسة لفوزه باللقب هي فوزه على الاتحاد في جدة (3-1)، ليتفوق في المواجهات المباشرة ويكون مصير الدوري بيده، فقاتل حتى الجولة الأخيرة التي أعلنت احتفاظه باللقب للموسم الثالث على التوالي، وليسجل سابقة تاريخية بكونه أول فريق يمتلك كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.