جدة – البلاد
في عصر الفضاء المفتوح وعولمة التواصل، تزداد أهمية الهوية الثقافية في التفاعل الحضاري والتعبير عن الهوية الوطنية باقتدار، كقوة ناعمة صانعة لجودة الحياة والتنمية في المملكة، ومؤثرة في المشهد الحضاري العالمي. وتعظيما لهذا الدور، أطلق الصندوق الثقافي قبل أيام هويته الجديدة خلال الملتقى الأول للصندوق، برعاية الأمير بدر بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة الصندوق، وبحضور عدد من قيادات ومنسوبي صندوق التنمية الوطني ووزارة الثقافة وبرنامج جودة الحياة. معادلة التأثير للهوية الثقافية تكمن أولًا في إثراء المشهد ورحابة فضاءاته، وهو ما تقوم عليه وزارة الثقافة والحراك الدؤوب لسمو الوزير وبرامج مختلف أجهزة الوزارة وقطاعاتها، وذلك ما أشار إليه الرئيس التنفيذي للصندوق محمد بن عبد الرحمن بن دايل، مثمنا دور وزارة الثقافة واحتضانها الصندوق خلال مراحله الأولى، بتوفير الدعم المادي واللوجستي وتيسير مهام عمل الصندوق؛ إيماناً من الوزارة بأهمية دور الصندوق وتأثيره المباشر على تحفيز المشهد الثقافي وتمكين المستفيدين؛ مما يسهم في تحقيق مستهدفات القطاع. فالصندوق بدوره المهم يهدف إلى الإسهام مع المنظومة الثقافية في زيادة المحتوى المحلي للفنون والثقافة ورفع مؤشرات الرفاه الاجتماعي المرتبطة ببرنامج جودة الحياة، كما يعمل الصندوق على تمويل القطاع الثقافي بالشراكة مع القطاعين الخاص وغير الربحي في رفع إسهام القطاع الثقافي في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية حتى عام 2030.
أيضا.. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، أعدّ الصندوق استراتيجية كاملة لتمكين القطاع الثقافي، أشار إليها محمد بن دايل، تتمثل في تصميم وإطلاق برامج مختلفة تتناسب مع احتياجات القطاع، وكان باكورتها برنامج تحفيز المشاريع الثقافية، بالشراكة مع برنامج جودة الحياة بمخصصات بلغت نحو 181 مليون ريال، وتتوالى ثمار البرنامج في المشاريع الثقافية التي تشهدها المملكة، مؤكدا استمرار الصندوق في المضي قدماً لتحقيق طموحات القيادة الرشيدة، ودعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية 2030». أيضا يستهدف الصندوق الإسهام في تنمية القطاع مالياً وتحقيق استدامته من خلال دعم النشاطات والمشاريع الثقافية وتسهيل الاستثمار في الأنشطة الثقافية وتعزيز ربحية القطاع، وهو جانب مهم يؤكد الحرص على تفعيل الدور المجتمعي وإسهامه في إثراء الهوية الثقافية وتميزها الإبداعي في التعبير عن عراقتها وقدراتها في التعبير عن أحلام وطموحات الوطن في كل مجال بقدرات أبنائه وبناته.
ريادة واستدامة
وفي هذا السياق الواعد لحزمة الأهداف الوطنية، أكدت رئيس قطاع الاستراتيجية نجلاء النمير على أن الاستراتيجية المؤسسية الجديدة للصندوق، تعكس طموحاته بترسيخ مكانة المملكة وريادتها في مجال الثقافة عالمياً، من خلال التمويل المستدام للقطاع الثقافي وسعيه لتمكين القطاع من خلال تطوير آليات تمويل مستدامة، ومتنوعة المصدر، وخلق شراكات داعمة لتعزيز الأثر الثقافي والاقتصادي، والعمل على أن يكون ممكناً مالياً، ووجهة موحدة للتمويل الثقافي في المملكة عن طريق توحيد جهوده مع المنظومتين الثقافية والتنموية، وتعظيم الاستفادة منها من خلال خدمات غير مالية، وتحفيز إسهام القطاع الخاص وغير الربحي.
أيضا أشارت النمير إلى سعي الصندوق لأن يكون حلقة الوصل المنشودة بين مصادر التمويل والمستفيدين لدعم وتمويل جميع القطاعات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة، حيث تشمل مجالات الدعم والتمويل كل أنشطة الإنتاج والعرض والطلب وعوامل التمكين.
برامج تنموية
يرتبط صندوق التنمية الثقافي تنظيميًا بصندوق التنمية الوطني ، ويركز على دعم منظومة القطاعات الثقافية التي تضم 16 قطاعا، تم تحديدها ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة وذلك من خلال برامج تنموية بآليات تمويل مختلفة صممت لتمكين القطاع الثقافي في مجالات مختلفة، مثل: صناعة وتطوير المحتوى، والتعليم والتدريب، ودعم البنى التحتية، ونشر وتسويق المخرجات الثقافية، وتشغيل المرافق الثقافية، وتمكين التحول الرقمي في القطاع الثقافي بالإضافة إلى البرامج الاستثمارية التي يعتزم الصندوق تفعيلها لزيادة رفع مساهمة القطاع الثقافي في اقتصاد الدولة، كما سيقدم الصندوق الخدمات الاستشارية غير المالية لجميع الجهات والأفراد العاملين في المجالات الثقافية المختلفة.
ويسعى الصندوق أيضًا إلى تفعيل دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في القطاع الثقافي وتكوين شراكات استراتيجية فعّالة مع جهات عدة في القطاع الحكومي، والخاص وغير الربحي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأثر الإيجابي على القطاع الثقافي والممارسين فيه، بما يعود بالنفع على اقتصاد الدولة والمصلحة العامة.
والعنوان العريض لهذه الأهداف التي يقوم عليها صندوق التنمية الثقافي، هو تعزيز الإنتاج الثقافي السعودي وتحقيق فرص اقتصادية تنموية مما يؤدي إلى تطوير المشهد الثقافي ورفع مستوى تقدير الثقافة الوطنية محليًا وعالميًا، كأحد مكامن القوة والتأثير في دور المملكة الحضاري في مسيرة التقدم والتواصل العالمي للأجيال من أبناء وبنات الوطن وتفوقهم في كل مجال.