مع التحوّل الكبير والهيكلة الضخمة التي شهدتها وزارة الخارجية، يبتهج المتابع بالتطور الذي تشهده وكالات الوزارة. ويتوقف المراقب عند جزئية تتصل بعمل السفارات.
وهنا سؤال نحسبه مهماً: ما حال أقسام الإعلام في سفارات المملكة في الخارج؟ ما الدور الذي يؤديه القسم الإعلامي في كل سفارة؟ ما نتوقعه أن يكون القسم الإعلامي من أكبر الأقسام وأكبر الإدارات في أي سفارة.. وألا تقتصر مهمته على ما تنشره وسائل إعلام ذلك البلد، فما ينشر أو يبث نتوقع أنه يصل إلى مقام الوزارة بالرياض وترصده الأقسام المعنية فيها. ما ننتظره أن يكون القسمان” الإعلامي والثقافي” في أي سفارة مرجعاً موثوقاً لكل معلومة تتصل بالبلد الذي توجد فيه السفارة.
ما ننتظره أن يكون في القسمين الإعلامي والثقافي قاعدة معلومات ضخمة عن كل شاردة وواردة تتصل بذلك البلد وأن تحفظ في وسائل حفظ تقنية رقمية حديثة.. وأن يتم تحديثها بشكل لحظي، وأن تكون قابلة للاستعادة في ذات اللحظة.. ما نتوقعه أن يكون القسم الإعلامي في السفارة مرجعاً لوسائل الإعلام داخل الوطن تتصل به وتستقي منه معلومات يوثق فيها عن أي حدث يقع في ذلك البلد.. نريد أقساماً إعلامية في السفارات تتناسب مع ثقل ووزن البلد الذي تمثله.. ينبغي أن تكون الأقسام الإعلامية والثقافية في سفاراتنا مرجعاً يوثق به، وأن تملك معلومات تامة يوثق بها عن كل منظمة أو مؤسسة أو شخصية تبرز على ساحة ذلك البلد. لا ينبغي أن نتفاجأ بمعلومات يصل إليها عامة الناس أو مستخدمو وسائل التواصل فيما تكون أقسام الإعلام في السفارات آخر من يعلم أو حتى لا تعلم عندما تُسأل.. في ظني أن هذا لم يعد مقبولاً، ولا يتناسب مع الثقل الدولي للدولة التي تمثلها السفارة.. (ثقل ديني، سياسي، اقتصادي).
يقول أحدهم: إن موظفي الأقسام الإعلامية ليسوا إعلاميين وليست لديهم خبرات متراكمة وهنا نقترح الاستعانة بمتقاعدي الإعلام الذين تركوا أجهزة الإعلام ومازالوا قادرين على العطاء والعمل ومازالت لديهم الرغبة في ذلك.. أليس يقال: إن الصحافي والإعلامي لا يتقاعد. بل كلما تقدم به العمر ترسخت قدرته على البحث والتقييم وإعطاء المشورة الحكيمة منطلقاً من رصيد خبرات تجمعت لديه.
ogaily_wass@