كتب : محمد الجهني
تأتي جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى القاهرة وعمان وأنقرة؛ استكمالًا لجولة سابقة، شملت مسقط وأبو ظبي والدوحة والمنامة والكويت، وكلتا الجولتين وما سبقهما من تفاهمات ولقاءات، جاء تجسيدًا حقيقيًا لقيمة التحركات السعودية الرامية لصيانة أمن واستقرار المنطقة؛ كونها من أهم المناطق المحاطة بأطماع إقليمية ذات أبعاد خطيرة، ولذلك تحتاج لتعزيز الإجراءات الاحترازية وتكريس الحذر الجماعي، خاصة أن تلك المنطقة تتعرض لمؤامرات، أدت إلى فوضى، كادت أن تحرق نتائجها الأخضر واليابس؛ لولا الموقف السعودي المعلوم للقاصي والداني، في ظل دأب المملكة العربية السعودية للتصدي ببسالة وحكمة لأخطار محدقة متتالية؛ من بينها جائحة الفوضى الخلاقة، التي ذابت على أعتاب الفطنة والحيطة والقرار المسئول السليم الهادف؛ للحفاظ على مكتسبات الأمة، فجاءت النتائج رائعة معززة للمكانة السعودية، ومؤكدة على ثبات مبادئ الرياض وقدرتها وتأثيرها.
لقد جعلت المملكة من الإنسان محور الاهتمام، وركزت على تحقيق جودة الحياة للجيل الحالي والأجيال القادمة، ولعلنا نلمس- بالدليل القاطع – حجم المكتسبات المتحققة التي مكنت المواطن والمقيم من قضاء حوائجه بضغطة زر دون أدنى عناء يمكن ذكره، ولا نرى ما يدعو للاستفاضة بشرح واقع معاش، يدعو للفخر والاعتزاز في مدن وقرى وهجر ومراكز تمتد بامتداد وطن بحجم قارة، ومع هذا تعيش تفاصيل التجديد بشكل متوازن يوميًا.
لقد ظلت الأمة العربية والإسلامية في سويداء القلب السعودي النابض بالوفاء والصدق والمروءة، وظلت مواقف الرياض- وستظل- داعمة للأشقاء والأصدقاء، تقول وتفعل، وكثيرًا ما فعلت دون الحاجة للقول، فهي المعروفة بعدم إيمانها بالشعارات البراقة الواهية، ولهذا لمسنا حرارة الاستقبال، كمًا وكيفًا، في العواصم الثلاث التي زارها سمو ولي العهد، وفي عواصم عالمية عديدة، فقد كان محور الحديث ومحل الإعجاب، وحظي، حفظه الله، باستقبال مشرف من قبل الملوك والرؤساء كزعيم ملهم ومؤثر محب للسلام، يعيش تفاصيل هموم الأمة العربية والإسلامية، ويعمل على تعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق رغبته المعلنة بمنطقة تفوق أوروبا؛ رقيًا وحضارة، بقدرتها ومشاريعها، وعلى رأس تلك المشاريع ” شرق أوسط أخضر” أطلقه سموه، ولازال يدعمه ويتابع تفاصيل نتائجه، إضافة إلى الكثير من الأفكار التي ستجعل من المنطقة قوة لا تضاهيها قوة باستدامة مشاريعها، ورفع شأن أهلها عاليًا؛ لاستعادة أمجاد الماضي وتحقيق حاضر مزدهر.