واشنطن – البلاد
تسعى إيران لإطالة أمد المحادثات النووية؛ لذلك عمدت لتقديم عرض جديد لمنسق الاتحاد الأوروبي من أجل الوصول إلى مبتغاها، غير أن الغرب بات مطلعًا على حيل طهران التي تريد عبرها كسب الوقت فقط، ولم تكن جادة بشأن المقترحات المقدمة في أوقات سابقة؛ باعتبارها تتضمن رفع اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وهو أمر مرفوض تمام من واشنطن والدول الأوروبية. ويحذر مسؤولون وخبراء أمريكيون في مجال حظر انتشار الأسلحة النووية، من أن إيران بحاجة إلى أسابيع فقط لإنتاج ما يكفي من الوقود المستخدم في صناعة الأسلحة؛ لصنع قنبلة، مما يزيد الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لتأمين صفقة من شأنها تقييد الطموحات النووية لطهران، أو مواجهة خيارات صعبة. وقال تقرير حديث: إن ما زاد من ضعف احتمالات التوصل إلى اتفاق، هو قيام طهران هذا الشهر بفصل عدد من كاميرات المراقبة التي تراقب نشاطها النووي، بعد أن أصدرت قوى غربية توبيخًا رسميًا لإيران بسبب عدم امتثالها للمفتشين الدوليين.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي: إن تصرفات إيران وجهت “ضربة قاتلة” لمستقبل خطة العمل الشاملة المشتركة. ووصف دبلوماسي عربي تحركات إيران الأخيرة بأنها جزء من “سياسة الغموض النووي”. ولا يزال إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية، يعمل على إنقاذ الاتفاق. وقال مصدر غربي: إنه تلقى عرضًا إيرانيًا خلال زيارته لعمان مطلع الشهر الجاري. وبحسب ذلك المصدر، فإن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية لا يزال يمثل قضية رئيسة عند الجانب الإيراني، وهو ما يتسبب في تعثر المفاوضات.
وفرضت الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة ضغوطًا إضافية على قادة إيران للتوصل إلى اتفاق لرفع العقوبات. وأثارت الصعوبات الاقتصادية الشديدة، لا سيما ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، احتجاجات في أوائل مايو امتدت إلى مدن في جميع أنحاء إيران. وفي حادثة خطيرة، تعرضت البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط لعملية استفزاز عالية الخطورة من قبل زوارق بحرية إيرانية، يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، ودارت الزوارق الإيرانية حول سفينتين أمريكيتين، واقتربت منهما بشكل غير مسؤول، بينما وصف الجيش الأمريكي سرعة الزوارق “بأنها عالية بشكل خطير”، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية. وكانت المدمرة الأميركية USS Sirocco، وهي سفينة دورية من طراز سيكلون، وUSNS Choctaw County وهي سفينة نقل سريعة، في حالة عبور روتيني عبر المياه الدولية في الخليج العربي عندما اقتربت ثلاثة زوارق إيرانية بسرعة من السفينة سيروكو، وفقًا لمسؤول عسكري أمريكي، قال: “لقد تراجعوا فقط بعد أن أصدرت سيروكو إشارة تحذير مسموعة، كما اقتربت القوارب الإيرانية ووصلت إلى 50 ياردة من سفينة شوكتو كاونتي، مما دفع السفينة إلى إصدار تحذير ضوئي”.