البلاد – محمد عمر
اعتبر الباحث السياسى والعسكري اليمنى عبد الوهاب بحيبح، أن نجاح الجهود الدولية والأممية، وآخرها الحملة الرامية لجمع تمويل جماعي لتوفير مبلغ 144 مليون دولار؛ بهدف نقل النفط من سفينة “صافر” العائمة المهددة بالانهيار إلى سفينة مؤقتة آمنة، يعتمد على مدى قدرة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في الضغط على الميليشيا الحوثية بشكل جدي وحاسم للقبول بذلك، لمنع وقوع كارثة بيئية واقتصادية خطيرة تهدد اليمن والإقليم. وقال بحيبح لـ”البلاد”: إن المليشيا ترفض كل القرارات والدعوات المتكررة الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة الخاصة بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بفحص خزان صافر النفطي، وتستخدم الخزان للمساومة والابتزاز السياسي للداخل والخارج، متمادية في تعنتها بسبب تراخي المجتمع الدولي وعدم جدّيته في التعامل معها ومع جرائمها، بدءًا بالانقلاب على الدولة ومؤسساتها، وشن الحروب واستهداف المدنيين وزراعة الألغام البرية والبحرية واختطاف وتعذيب المواطنين والصحفيين ومصادرة رواتب الموظفين والمتاجرة بالدعم الإغاثي والإنساني وتوظيفه في حربها وتهديد واستهداف دول الجوار والملاحة البحرية، وكم مهول من الجرائم في حق الإنسانية وصولًا إلى جريمة وكارثة بيئية جديدة يتجاوز خطرها اليمن، وقد تكون الأكبر في التاريخ، إن لم يتم تلافي الكارثة قبل وقوعها. وأشار إلى أن انفجار خزان صافر ستترتب عليه كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية تلقي بظلال وخيمة على الحياة البحرية والتنوع البيولوجي في البحر الأحمر، وتؤثر على الشعاب المرجانية وأشجار المانجروف والشواطئ وغيرها من الموائل البحرية والساحلية، ومن المتوقع أن يصل التأثير إلى المناطق الساحلية للبلدان المجاورة. ولفت بحيبح إلى أن تأثير التسرب النفطي سيطال عددا كبيرا من الصيادين اليمنيين، المعتمدين بشكل أساسي على هذه المهنة، حيث يعمل في الصيد والقطاع السمكي بشكل عام في محافظة الحديدة وما جاورها أكثر من نصف مليون شخص.
إلى ذلك، حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي ميليشيا الحوثي على القبول بإعادة فتح طرق مؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة في جنوب غرب البلاد. وقال غروندبرغ: إنّه من الضروري أن تتيح الهدنة التي جدّدت بداية يونيو لمدة شهرين التخفيف من معاناة سكان تعز، مذكّراً بأنّ حرية تنقّل سكّانها مقوّضة بشكل كبير منذ سنوات، مشيرا إلى أنّ الهدنة توفر فرصة نادرة للتوجه نحو السلام.