تعتبر محافظة الطائف من أكبر المحافظات في منطقة مكة المكرمة، وتقع في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتمتاز بأجوائها الرائعة وطبيعتها الخلابة وجمالها الأخّاذ وبساتينها الغناء ووديانها السيالة وهضابها المخضوضرة وجبالها التي ترسم صوراً طبيعية خيالية فائقة الروعة؛ مما رشحها أن تكون عروس المصائف- ليس في وطننا فحسب- بل على مستوى الخليج والعالم العربي، والطائف مدينة موغلة في التاريخ والتراث والحضارة.
يعود تاريخها إلى العصر الجاهلي مروراً بعصر صدر الإسلام حتى يومنا هذا ، ولاشك أن وجود مركز تاريخي علمي أكاديمي، يجمع بين الريادة والتميّز في مجال البحوث والدراسات مجهز بالوسائل الحديثة في جميع الجوانب التي تهتم بالتحقيق النشر للكتب والأبحاث والمخطوطات، وإعداد الموسوعات العلمية والبحوث، وعقد الندوات وورش العمل لإثراء تاريخ وحضارة الطائف في شتى مجالاتها التاريخية والتراثية لتقديم ثقافة تساهم في تعزيز الانتماء الوطني وتوثيق المعلومات الهامة، بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة لخدمة حضارة وتاريخ الطائف، ولعل انضمام المركز تحت مظلة جامعة الطائف بقرار من رئيسها سعادة مدير الجامعة البروفيسور يوسف العسيري؛ هذه الشخصية العلمية العصامية الذي نهض بجامعة الطائف منذ تكليفه فازدادت الجامعة نهضة علمية وبحثية ودخلت في عدة تصنيفات عالمية مشرفة، نتيجة هذا الجهد المتميز من إدارة الجامعة ومنسوبيها جميعاً، ومن ذلك الجهد الإيجابي المسدد ما تم إبرامه من اتفاقية هامة بين الجامعة ودارة الملك عبدالعزيز التاريخية ذائعة الصيت التي يشرف عليها معالي الأخ الدكتور فهد السماري، أحد كبار قاماتنا التاريخية السعودية التي نفخر ونعتز بها، وهذا يعني أن مركز تاريخ الطائف سيكون تحت رعاية ودعم جهازين حكوميين هامين، وستكون الرعاية شاملة جميع الجوانب اللازمة؛ مالياً وادارياً وفنياً، ودعمه بالمتخصصين من ذوي الخبرة والتأهيل العلمي مما يبشر بمستقبل وإنجازات واعدة تصب في مصلحة هذه المدينة الحالمة وسكانها وزائريها، وقد أسندت مهمة رئاسة المركز لابنتنا الدكتورة لطيفة العدواني وهي شخصية متميزة علمياً وإدارياً وذات خبرة يشاد بها، وقد توّجت عملها في الإشراف على المركز بالعديد من الجهود التي نهضت به في سبيل الإنجاز والإبداع والتطوير، وقد بدأـت ثمار تلك الجهود تبرز وتظهر للعيان سواء بالمطبوعات التاريخية أو بتحفيز الباحثين للكتابة عن الطائف وتاريخها أو بتسجيل وتوثيق كل ما يتعلق بالطائف من حضارة وتراث في شتى المجالات، مع إقامة الفعاليات والورش واللقاءات وغيرها من أفكار ورؤى تصب في صالح الطائف المأنوس، ومما زاد البشائر والفرح والسرور صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار آل سعود محافظا للطائف، الذي بدأ عمله بالطائف بمقابلة أهاليها وأبنائها مرحباً بهم ومستمعاً لهم وملبياً مطالبهم بكل محبة وبشاشة وتواضع، مع قيامه بجولات متعددة في المحافظة لتفقد احتياجاتها واستكمال مشاريعها ودعم تطورها بما يليق بها، ولاشك أن مركز تاريخ الطائف سيكون ضمن ما يشمله سموه الكريم بدعمه ورعايته الكريمة.
Ali.kodran7007@gmail.com