البلاد – محمد عمر
بينما تعمل دول العالم جاهدة لتفادي مخاطر خزان “صافر” العائم، تسعى مليشيا الحوثي الانقلابية لعرقلة هذه الجهود؛ إذ كشف مرصد حقوقي يمني مستقل، أمس (الاثنين)، عن نشر الميليشيا ألغاما بحرية في محيط خزان صافر النفطي، الذي يحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، مهددة بالتسرب بسبب عدم خضوعه للصيانة منذ سنوات، ما ينذر بحدوث أسوأ كارثة بيئية في التاريخ.
وحذر المرصد اليمني للألغام، من أن اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك سيخلف كارثة كبيرة على اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر، مضيفا: “نشر الحوثيون ألغاما بحرية عن طريق الإلقاء اليدوي وطرق أخرى، في مساحات واسعة بالبحر الأحمر؛ بما في ذلك المنطقة المحيطة بخزان صافر النفطي”، مؤكدا أن هناك مخاوف حقيقية من اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك، حيث ستحل كارثة كبيرة على اليمن والدول المشاطئة. وحذرت الحكومة اليمنية مرارًا من التهديد الخطير وغير المسبوق الذي باتت تشكله الألغام البحرية الحوثية على سلامة السفن التجارية وأمن حركة الملاحة في الممرات الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كما تسببت الألغام البحرية التي تزرعها ميليشيا الحوثي في مقتل عشرات الصيادين في السواحل اليمنية. وتوقفت نتيجة تلك الألغام حركة الصيد في العديد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد. فيما جددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن تسرب النفط من خزان صافر سيؤدي إلى حدوث كارثة بيئية إنسانية واقتصادية في البحر الأحمر.
وقالت في بيان لها: إن السفينة “صافر” معرضة لخطر تسرب نفطي ضخم وشيك، الذي من شأنه أن يخلق كارثة إنسانية وإيكولوجية ترتكز في بلد أنهكته الحرب. وأضاف البيان، أن هذا التسرب سيؤدي إلى أضرار بيئية دائمة وتكاليف اقتصادية عميقة في جميع أنحاء المنطقة. وفي وقت سابق، أعلنت السعودية تقديم مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي للإسهام في مواجهة التهديد القائم من ناقلة النفط “صافر” الراسية في ساحل البحر الأحمر شمال مدينة الحديدة اليمنية، حاثة الأمم المتحدة على سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان منع تسرب النفط ونقله لمكان آمن، أو الاستفادة منه لصالح الشعب اليمني الشقيق، كما تدعو المجتمع الدولي للمساهمة العاجلة لدعم هذه المبادرة ومنع حدوث كارثة بيئية خطيرة.
من جهته، قال مدير عام مكتب الإعلام بالحديدة علي حميد الأهدل لـ”البلاد”: إن مليشيا الحوثي ترتكب جرائم إنسانية بحق الشعب اليمني كافة، مبينا أن المليشيا مستمرة في نهب إيرادات محافظة الحديدة التي تعتبر واحدة من أهم المدن اليمنية المنتجة، مؤكدا أن ميناء الحديدة مصدر مهم لتوريد أموال الدولة بنسبة تصل إلى 45%، وبالرغم من ذلك تعاني المحافظة على جميع المستويات، وتنعدم فيها الكهرباء مايجعل السكان يعانون من الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة. وأضاف: “يتم احتساب سعر الكيلو وات بالقيمة التجارية وليست الحكومية التي تصل إلى 500 ريال أي ما يعادل 1 دولار، واصفا الأمر بالكارثي في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد”. وتابع: “”ميليشا الحوثي جمعت في غضون شهري رمضان وشوال فقط من ميناء الحديدة 60 مليار ريال يمني”، لافتا إلى أن الكثير من أبناء المحافظة يعانون من الأمراض والأوبئة المختلفة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تنتشر الحمّى بشكل غير طبيعي، مؤكدا أن غالبية المستشفيات مكتظة بالمرضى.