البلاد ــ مها العواودة
لم تكن ورشة العمل الأولى لتطوير منظومة الخدمات بالأقسام النسائية بالمسجد النبوي عادية في تنظيمها؛ كونها تمخضت عن مخرجات معيارية باعتبارها الورشة الأولى من نوعها التي نظمتها الشؤون النسائية في وكالة المسجد النبوي، تحت إشراف الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس الذي شارك بمداخلة هاتفية، وبحضور عدد كبير من القيادات النسائية البارزة من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ومنظمات المجتمع المدني في المدينة المنورة، حيث رسمت الورشة خارطة طريق لتعظيم دور المرأة وتمكينها لخدمة القاصدين والزائرين للمسجد النبوي.
وتوج الشيخ عبدالرحمن السديس الورشة عندما أعلن عن مبادرة عبارة عن جائزة لأفضل عمل تقدمه سيدة من سيدات مجتمع المدينة لخدمة المسجد النبوي تحفيزًا وتنافسًا للتطوير في جميع المجالات في المسجد النبوي.
وأكد السديس في مستهل مداخلته الهاتفية، أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها وتميزها وإسهاماتها الفاعلة في تنمية المجتمع، من خلال الرؤية الطموحة 2030، مضيفا: إن الرئاسة ماضية في تمكين المرأة من تقديم إسهاماتها لخدمة الحرمين داعيا إلى التركيز على التعاون والتناغم والتنسيق بين الوكالة وبين سيدات المجتمع المدني، وتقييم سيدات المجتمع للخدمات المقدمة وحسن الاستفادة والمشورة والتعاون والتنسيق.
من ناحيتها، أوضحت مساعدة الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة فاطمة بنت عبدالعزيز التويجري في تصريحات لـ” البلاد” أن الورشة نجحت في إشراك سيدات المجتمع المحلي في تطوير منظومة الأداء في الأقسام النسائية لضمان خدمات ذات جودة نوعية لقاصدات المسجد النبوي لإثراء تجربتهن الدينية والثقافية، مؤكدة أن القطاع النسائي في وكالة المسجد النبوي حظي بدعم كامل من الرئيس العام لجهة تمكين المرأة.
وناقشت الورشة تطوير منظومة الخدمات المقدمة في الحرمين وقاصديهما، وتهيئة كل السبل والمقومات لتمكين المرأة السعودية في خدمة الحرمين.
كما تناولت الورشة واقع إدارة الحشود “الزيارة وتنظيم الصفوف” وسبل التطوير، وإدارة الأبواب والسقيا والأمن والسلامة، والرعاية الصحية داخل الحرم الشريف، وتطوير الموارد البشرية، وذلك من خلال إشراك المجتمع المحلي في تطوير منظومة الأداء في الأقسام النسائية لضمان خدمات ذات جودة نوعية لقاصدات المسجد النبوي وإثراء تجربتهن الدينية والثقافية، حيث خرجت الورشة بتوصيات إجرائية تتضمن الارتقاء بمستوى الخدمات وإثراء تجربة الزائرات وزيادة نسبة الرضا لديهن.
وثمنت مساعد مدير عام الموارد البشرية بالمدينة المنورة عبير أبو ربعية مبادرة الشؤون النسائية، التي تعد الأولى من نوعها، مؤكدة أن الورشة التي جمعت قيادات نسائية محلية من مختلف القطاعات لمناقشة تطوير منظومة الخدمات في الأقسام النسائية بالمسجد النبوي، ساهمت في إعطاء صورة متكاملة لمنظومة العمل في القطاع النسائي بالوكالة وتميزت عنوانا ومضمونا وتنظيما، خصوصا أن الورشة شاركت فيها نخبة من المجتمع المحلي من جهات مختلفة للاستماع لآرائهن والاستفادة من أفكارهن.
وقالت وكيلة جامعة الأمير مقرن للشؤون التنفيذية الدكتورة بارعة بهجت خجا: إن الخدمات المقدمة من جانب القسم النسائي بوكالة المسجد النبوي تشهد نقلات نوعية وتقدما ملحوظا ومتميزا لخدمة زائرات وقاصدات الحرم الشريف، ومن أبرز أوجه التطوير آليات تنظيم عمليات استقبال الزائرات وإدارة تواجدهن داخل الحرم، وإجراءات تفويجهن لزيارة الروضة الشريفة، وجودة خدمات النظافة والتعقيم داخل الحرم وساحاته، فيما قالت وكيلة جامعة طيبة سابقا الدكتورة إيناس بنت محمد طه: إن جهود ولاة الأمر منذ عهد المؤسس – طيب الله ثراه – مشهودة في خدمة الحرمين، ومن يقصدهما من ضيوف الرحمن والزوار، وتعاقب على ذلك أبناؤه، وما زالت هذه الجهود مستمرة ومتصاعدة ومتطورة لا ينكرها إلا جاحد. وأثنت قائد نموذج الرعاية بتجمع المدينة المنورة جيهان محمد الحازمي على الخدمات النسائية المقدمة في المسجد النبوي، التي تدل على بروز فكرة ورؤية جديدة تتماشي مع رؤية 2030، والتفكير خارج الصندوق من خلال إشراك جهات متعددة بهدف تطوير الخدمات، فالمسجد النبوي واجهة دينية يقصدها القاصي والداني من المسلمين.
ونوهت عميدة كلية علوم الأسرة بجامعة طيبة الدكتورة إيمان بنت عبدالرحمن عسيري بالجهود التطويرية المثمرة للشؤون النسائية بوكالة المسجد النبوي في مجال منظومة الخدمات النسائية المقدمة سواء في إدارة الحشود أو إدارة الأبواب والسقيا والأمن والسلامة والرعاية الصحية داخل الحرم الشريف وتطوير الموارد البشرية.
وقالت عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتورة إيمان بنت عادل عزام: التحديات التي تواجه زيارة النساء كثيرة وأبرزها زيادة عدد الزائرات، والمملكة بلد طموح وقادر على استيعاب المستجدات بكفاءة عالية. وأكدت مديرة مركز الخدمات الحكومية الشامل بإمارة منطقة المدينة المنورة أمل بنت عبدالرحمن عسيري، أن الوكالة وفقت في الورشة من خلال إشراك كوكبة من شرائح المجتمع كتمكين لرأي المرأة نحو تنمية مستدامة والمساهمة في التوصيات التي ستعود بلا شك على خدمة الزائرات من جميع أنحاء المعمورة.