حتّى وإنْ كنت مُتوقّعا هذا المشهد مِن قبل بداية الموسم نتيجة ما شاهدت مِن عمل، إلّا أنّ الواقع يقول بأنّ أكثر المُتشائمين مِن جماهير النادي الأهلي لم ينتظروا رؤية فريقهم وقبل نهاية الدوري بجولتين بفارق نقطة وحيدة عن صاحب المركز ١٤، وهو الواقع الذي يجب أن يعيشه المشجع الأهلاوي، وأن يعلم بأنّ مُجرّد الفوز على الرائد في الجولة ٢٩ والبقاء في الدوري تُعْتبر فرحة لا تُضاهيها فرحة في هذا الموسم الذي يُعتبر الأسوأ في تاريخ هذا النادي العريق، ومع هذه البداية الكئيبة لهذا المقال يجب على جماهير النادي أنْ ترمي كلّ ما سبق جانباً، وأنْ تُفكّر حالياً في مواصلة تحطيم الأرقام الجماهيرية وهم الوصيف في أكثر الجماهير دعماً في هذا الموسم بعد الاتحاد في مواجهة الرائد القادمة، لأنّها المواجهة التي تعني إنقاذ تاريخ كبير لا يجهله عاقل، فالرائد حتّى وإنْ كانت أدواته أقلّ مِن الأهلي، إلا أنّ ظروفهما متشابهة، والفارق بينهما نقطة وحيدة، وكرة القدم لا تَعترف فقط بالأدوات بِقدر ما تعترف باحترام المُنافس والتجهيز له لياقياً وفنياً وذهنياً ونفسياً، مع عدم إغفال اللعب بدون ارتباك والتحرر من الضغوطات، وهذا لا يَحدث إلّا بِشعور اللاعبين بأنهم قادرون بالعمل على التسجيل في أي وقت، وليس شرطاً التسجيل في البداية، لأنّ هذه الأمور خارجة عن إرادة المدرب سيبولدي الذي قدّم عملاً مميزاً في فترةٍ قصيرة وظهر الفريق معه برتمٍ فني أسرع، وجاهزية لياقية أفضل، وهنا يكمن دور لاعبي الخبرة أمثال المسيليم والسومة والمقهوي والمؤشر الذين وإنْ كانوا في دكة البدلاء إلّا أنّ دورهم سيكون كبير في توجيه اللاعبين بعدم التسرع أمام المرمى، فالسرعة في كرة القدم الحديثة مطلوبة، ولكن التسرّع يُشوه هذه السرعات، كما أنّ الجماهير الأهلاوية عليها دور في تحفيز اللاعبين بالملعب، والصبر على الهدف، وعدم وضع اللاعبين تحت الضغط طوال التسعين دقيقة، حتى يخرج الفريق بالفوز، ويلعب الفريق الجولة الأخيرة وهو في الأمان، وبعد ذلك لكلّ حادث حديث.
قفلة :
التركيز يجب أن يكون على الحل وليس المشكلة.